محليات

أحواض تهدئة واستقبال للمخلفات.. متى يتم تفعيل خطة الطوارئ؟

 

بانياس – فداء شاهين

لم تساهم إجراءات الجهات المعنية بحماية مياه البحر والأنهار والبحيرات بالحد من التلوث بالصرف الصحي، لتتفاقم المشكلة جراء الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد. وفي وقت بدأت المنظمات الدولية إثارة هذا الموضوع تحت مسميات الاقتصاد الأزرق، أو حماية الحياة تحت الماء، لم تبد الجهات والهيئات والجمعيات المعنية أدنى بادرة تحرك لمعالجة الموضوع، رغم أنها على علم بهذه الإشكالية منذ عشرات السنين، ومع ما لذلك من مخاطر كبيرة على حياة الإنسان والبيئة وانتشار الأمراض القاتلة.

وأوضح رئيس دائرة الدراسات في مديرية البيئة بطرطوس الدكتور محمد صالح لـ “البعث” أن المنطقة الشاطئية تتميز بازدياد أعداد السكان، إضافة إلى أنها منطقة مفتوحة بالنسبة للنفايات المرمية من مصفاة بانياس والمحطة الحرارية ومصبات الصرف الصحي والأنهار وبقايا الأسمدة الزراعية، وكلها تلقى وتتجمع في المناطق الشاطئية التي تتكاثر فيها الأسماك وتفقيس البيوض، علما أن تأثير هذه المخلفات على المستوى القاعي موجود في منطقة بانياس ويؤدي إلى تراجع وفقدان العديد من الأنواع الموجودة ضمن البيئات الطبيعية وللتخلص من هذه المشكلة لابد من إعادة تأهيل هذه المنشآت التي توقفت عن العمل وبالتالي توقفت محطات المعالجة معها بسبب الحرب.

وبين صالح ضرورة تأهيل محطات المعالجة وصرف المياه الصناعية إلى البيئة البحرية بمواصفات قياسية، واتباع خطة طويلة الأمد لعشر سنوات على الأقل في الساحل، على أن تكون البداية من شاطئ بانياس كونه مصنفا من النقاط الساخنة على البحر لأنه ملوث، كما تعرض لتسربات نفطية خارجة عن السيطرة، كما لابد من تفعيل خطة الطوارئ قبل وصول الملوثات إلى الشاطئ وأخطر هذه الملوثات هي المعادن الثقيلة كونها تبقى في تيار الماء لمئات السنين، وبالتالي تؤدي إلى تراكم الملوثات في أجسام الكائنات الحية، علما أن أغلب الصرف الصحي يصب حاليا في البحر من دون معالجة، وكانت محطات المعالجة في الساحل قيد الإنجاز، إلا أن الحرب الإرهابية سببت توقفها، ويجب إعطاء هذا الأمر الاهتمام الكبير والمبادرة فورا لحماية ما تبقى للحفاظ على التنوع الحيوي قبل أن تدمر هذه البيئات.

وبين معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد وضاح قطماوي لـ “البعث” أن موضوع معالجة تلوث المياه بمخلفات الصرف الصحي من مهام وخطط وزارة الموارد المائية بإنشاء محطات معالجة لمصبات الصرف الصحي، وليست مهمة وزارة الإدارة المحلية والبيئة.

وبالنسبة للملوثات النفطية في منطقة بانياس، أوضح قطماوي أنه تمت المعالجة مباشرة ووضعت مبددات له. ومنعا لتكرار الحادثة، يتم العمل حاليا على أحواض تهدئة واستقبال لمخلفات المصفاة، علما أن فرق الطوارئ قامت بوضع المبددات لحين إزالته خشية من انتقاله إلى مواقع أخرى حيث يسيطر عليه مكانيا من خلال وضع مواد توضع على المسطحات التي تعرضت للتلوث.

وزارة الموارد المائية لم تجب عن الأسئلة الموجهة إليها لمعرفة متى تنتهي الوزارة من حل مشكلة تلوث مياه الأنهار والبحر والبحيرات بمياه الصرف الصحي، وما هي الإجراءات والمدة الزمنية لذلك!!