محليات

الصيدلة.. تجارة أم مهنة إنسانية!؟ النقابة: عقود محلية للكمامات و”التعقيم

البعث – علي حسون

لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود الكبيرة لكوادر الصحة بكافة الاختصاصات في هذه المرحلة بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية الوقائية منعا لانتشار وتفشي مرض كورونا؛ فمع التخوف من المواطنين وحفاظا على سلامتهم زاد الطلب على مواد التعقيم والكمامات في الصيدليات، ما فتح المجال عند بعض أصحاب المعامل والمستودعات والصيدليات لاستغلال الظرف ورفع الأسعار بشكل جنوني، إضافة إلى احتكار مواد لخلق السوق السوداء.

تباين واضح

“البعث” جالت على صيدليات في مناطق بمحافظة ريف دمشق، حيث كان هناك تباين واضح بين صيدلية وأخرى من ناحية الأسعار ووجود مواد التعقيم وفرق الأسعار، ولم يخف مواطنون تحكم الصيدليات والبيع بأسعار مزاجية نظرا لحاجة الماسة للمادة، إضافة إلى غياب لمواد التعقيم “الكحول” في أغلب الصيدليات نتيجة الطلب الزائد واحتكار بعض المستودعات ليتم بيعها بأسعار مرتفعة، حتى زجاجة “الديتول” وهو معقم منزلي ارتفعت من 1200 ليرة سورية إلى 5 آلاف ليرة سورية.

وبين المواطنون أن سعر الكمامات ارتفع بشكل غير مقبول، حيث وصل سعر علبة الكمامات التي يوجد بداخلها 50 قطعة إلى 9 آلاف ليرة سورية، بعد أن كانت بـ 800 ليرة، كما بلغ سعر الليتر الواحد من المعقم الطبي 7000 ليرة، علما أن سعره الحالي من النقابة وبشكل رسمي 2500 ليرة، لكن نقص المادة اضطر صيادلة إلى شرائها بشكل حر من موزعين وأصحاب مستودعات بـ 5 آلاف ليرة للتر الواحد، وذلك حسب تأكيدات صيادلة أملوا تأمين المادة بشكل كاف من خلال شركات حكومية، ما يقطع الطريق على ضعاف النفوس واستغلال الحاجة للمادة وخاصة أن الصيدليات لا تستطيع التحكم في أسعار المستلزمات الطبية والأدوية نهائيا.

توعية صحية

وتطرق أطباء في حديثهم لـ “البعث” إلى أهمية التوعية الصحية للمواطن ونشر وسائل الوقاية وإتباعها والتأكيد على دور الغسيل والتنظيف بالماء والصابون في الحماية الكافية وعدم الاعتماد على المواد المعقمة من الصيدليات، وخاصة أن وزارة الصحة عملت على نشر عبر وسائل الإعلام طرق التوعية وكيفية الوقاية وأهمها البقاء في المنازل حرصا على سلامتكم.

الصيدلي مواطن

أما رئيس فرع نقابة صيادلة ريف دمشق الدكتور عصام مرعشلي فأكد أن الصيادلة يحصلون على مواد الكحول والمعقمات والكمامات بفواتير نظامية من المستودعات المرخصة أصولا من وزارة الصحة وبأسعار محددة، ولكن من يستجر المادة عبر طرق غير قانونية من خلال موزعين ومعامل يعتبر مخالفا كونه يبيع بأسعار مرتفعة، معتبرا أن مهنة الصيدلة إنسانية قبل أن تكون تجارية، فالصيدلي مواطن عليه تأمين متطلبات الحياة والمحافظة على مهنته الإنسانية، علما أن الصيدلي يعامل كتاجر، من خلال اعتباره محلا تجاريا من ناحية الكهرباء والضرائب.. وإنسانيا عند تأمين الدواء.

مبادرات إنسانية

وأوضح مرعشلي أن هناك صيادلة قاموا بمبادرات إنسانية خلال هذه الفترة كتوزيع المواد الغذائية والخبز في بعض المناطق، مشددا على صرامة عمل النقابة، من خلال لجنة شؤون الصيدليات المؤلفة من 5 أشخاص، لمراقبة العمل في الصيدليات، إضافة إلى تشكيل لجنة مؤلفة من مندوبين للنقابة ووزارة الصحة ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، من أجل القيام بجولات على الصيدليات ومراقبة الأسعار وعمليات البيع، مبينا أن سلامة الوطن والمواطن من أولويات وواجبات الصيادلة، حيث أن الزيارات الميدانية مستمرة، والنقابة لا تدخر جهدا في عملية الاستمرار بتأمين الكمامات والكحول والمعقمات والكفوف الطبية من المستودعات وبيعها للمواطنين بسعر الشراء، دون إضافة أي مربح مع الاحتفاظ بفاتورة الشراء، إضافة إلى زيارات مجلس الفرع إلى الصيدليات للاطمئنان على أحوالهم واتخاذهم التدابير الوقائية اللازمة لحمايتهم وهم يؤدون واجبهم في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في صيدلياتهم.

حلول جذرية

وحول غلاء واحتكار بعض المستودعات لمواد التعقيم والكمامات، كشف مرعشلي عن إيجاد حل لهذه المشكلة بعد توقيع عقود مع وزارة الصناعة، حيث سيتم تزويد الكمامات من شركة وسيم والمواد المعقمة من معمل السكر في حمص مما سيؤدي لتوفير المواد بشكل كبير وبأسعار نظامية. وأشار مرعشلي إلى وجود 1980 صيدلية في ريف دمشق عاملة حتى نهاية 2019 و88 معملا و28 مستودعا.

يشار إلى وزارة الصناعة أوعزت منذ بداية الإجراءات المتخذة بالطلب من الشركات التابعة لها برفع إنتاجها من المطهرات والمعقمات إلى الدرجة القصوى تنفيذا لقرار الحكومة، وذلك بمضاعفة الإنتاج للشركات ومضاعفة ساعات العمل لتصبح 24 ساعة يوميا بهدف تلبية احتياجات المشافي والمواطنين خلال هذه الفترة.