تحقيقات

أصدقاء المراهق .. عائلته الثانية

عندما يكون للمراهق “شلة” من الأصدقاء، يشعر أنه وجد عائلة ثانية، أفكار أفرادها تتلاءم تماماً مع أفكاره وأهدافهم تتوحد تقريباً مع أهدافه  وأحلامهم غالباًما تكون مشتركة. وللمراهق كل الحق في البحث عن هذه العائلة الثانية التي يجد فيها هويته ،فالفتى ( أو الفتاة)في سن المراهقة يشعر بتغيرات كثيرة جسدية ونفسية ، و هو في هذه المرحلة لايعرف في أي عالم يعيش ،ولا كيف سيكون مستقبله ،و يحاول أن يقترب من الأشخاص الذين يمرون بنفس وضعه وهم غالباً ما يكونون أصدقاءه في المدرسة.
البحث عن الشبيه
مع أصدقائه،لايشعر المراهق بالوحدة أو العزلة ،فهم يشاركونه أفراحه وتمرده وهمومه،وهو مقتنع بأن لا أحد في عائلته يفهمه كما يفهمونه .و وسط شلة الأصدقاء ،يشعر المراهق على عكس ما هي الحال وسط أفراد عائلته بالحرية والثقة ،كما يحس بأن لكلماته وتصرفاته صدى.ومن المعروف أن المراهقين يتفاهمون فيما بينهم ، وقد يتوحدون في مثلهم الأعلى ، وفي اللغة والتصرفات ، ولذلك يحتاج معظم الأطفال في سن المراهقة إلى صديق أو أكثر ، ويحاولون الخروج مع هؤلاء الأصدقاء من دائرة العائلة في أي لحظة يجدونها مناسبة.فإذا كان طفلك في حاجة إلى شلة من الأصدقاء فلا تحرميه منها كي لا ينطوي على نفسه، ولا تجبريه على أن يبقى ملتصقاً بك في كل الأوقات .وإذا كنت تخافين من نوعية أصدقائه حاولي دعوتهم إلى المنزل ، ورغم أنك قد تنزعجين من وجودهم في البيت إلا أنك تستطعين أن تكوّني فكرة عنهم وعن نشاطاتهم وأخلاقهم ، فالمراهق كي لايشعر بالعزلة يبحث دائماً عن أصدقاء حتى لو كانوا غير مناسبين ومن بيئة مختلفة ،وهذا ما يجعله يتردد أحياناً وتبدو طباعه غير تلك التي تعودتِ أن يكون عليها.وفي مثل هذه الحالة على الأم أن تبقى واعية وأن تلجأ إلى العقاب دون أن تتأثر بعوطفها ،كما يجب أن يعرف المراهق أن هناك حدوداً ليس عليه تجاوزها.
حمايته وتوجيهه
إذا لم يرتكب المراهق حماقات ،وإذا كنت تعرفين أن علاقته بأصدقائه طبيعية ولاتتجاوز حدوداً معينة ، فلا بأس من منحه بعض الحرية ، أما إذا شعرت بعكس ذلك، فعليك اتخاذ إجراءات تشعره بحمايتك له.كما يمكنك توجيه ابنك لاختبار صداقاته بإشراكه في نادٍ ثقافي أو رياضي حيث يجد أصدقاء جدداً فينسى القدامى.يشار إلى أن “شلة” الأصدقاء لاتعني دائماً الوقوع في المشكلات ، فهي في معظم الأحيان ذات طابع بناء لأنها تساعد المراهق على اكتساب الخبرة والتخطيط لمشاريعه ونشاطاته ،وبهذا يتعلم المراهق كيف يكون كبيراً.وعندما يواجه أفكارا و وجهات نظر مختلفة ، يشعر بالثقة والأمان ،وتكون تلك خطوة أولى لمغادرة مرحلة الطفولة.وبشكل عام يحتاج المراهق لمتعة الاكتشاف بعيداً عن الملاحظات والتعليق ،كما ينزعج من انتقاد أصدقائه ويحاول الدفاع عنهم لأنهم يشكلون جزءاً مهماً من عالمه ، ومع مرور الوقت تنحل الشلة لتتحول إلى صداقة محدودة ، و تبدأ عندها قصة جديدة.

إبراهيم أحمد