محليات

  بين قوسين البحث عن بدائل

معن الغادري

لا شك أن طبيعة الإجراءات الحكومية الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا خلقت واقعا جديدا ينبغي على الجميع التكيف والتعاطي معه بجدية أكثر لتجاوز هذه المرحلة العصيبة والدقيقة بأقل الخسائر، وتجنب الآثار الجانبية السلبية التي بدأت تظهر بوضوح على الحالة الاجتماعية وعلى الاقتصاد الوطني برمته لجهة توقف وضعف الانتاج في القطاعين العام والخاص، وصعوبة توفر البدائل المتاحة لتعويض الفاقد المتزايد وفي مختلف جوانب الحياة بما في ذلك الفاقد التعليمي.

وبينما تدور أحاديث كثيرة حول العديد من الأفكار والمبادرات للتخفيف من وقع هذه الاجراءات، خاصة ما يتعلق منها بالواقع المعيشي الصعب، بات لزاما على الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا البحث عن مخارج حقيقية لملف إغلاق الأسواق وتوقف معظم المهن عن الإنتاج وتصريف منتجها الموسمي المتراكم، وذلك بوضع خطط وجداول زمنية على مدار الأسبوع تتيح للجميع ممارسة أعمالهم بالحد الأدنى على الأقل، وبما لا يتعارض مع الإجراءات الاحترازية والوقائية المفروضة للتقليل ما أمكن من الخسائر ولتمكين أصحاب هذه المهن من تأمين قوت يومهم.

في المقطع الآخر من المشهد اليومي المتفاقم، ومع تزايد الجهود المبذولة من الوزارات المعنية والمؤسسات والجمعيات الأهلية الخيرية، تبرز قضية غياب بعض المؤسسات والشركات التي تأخذ الطابع التشغيلي والإنتاجي والتحصيلي – دون أن نسميها – عن مسرح عمليات طوارىء الأزمة، بما يخص دورها الاجتماعي والإنساني والإغاثي وتقديم العون والمساعدة للأسر الأكثر احتياجا وللعمال المياومين وأصحاب المهن الذين توقفت أعمالهم نتيجة الحظر المفروض؛ ونرى أن دور هذه المؤسسات أساسي ومحوري في هذه المرحلة، عبر اطلاق حملات ومبادرات وطنية تسهم فعلا وقولا في دعم العمل الحكومي وتقوية روائز المجتمع وتماسكه في مواجهة هذه الأزمة

ما نود تأكيده أن بالإمكان إيجاد الكثير من الحلول والبدائل لمجمل ما أفرزته الأزمة الصحية الطارئة، وخلق بيئة أنسب وأنجع لتطبيق الإجراءات الاحترازية، من خلال إجراء تعديل في طرق التفكير والممارسة؛ وبمعنى أدق أن يكون الاتجاه والأولوية لتحصين أمننا الغذائي واقتصادنا الوطني وتأمين متطلبات واحتياجات عيشنا اليومي، واعتماد برامج وآليات أسرع وأسهل لإيصالها إلى مستحقيها بعيدا عن الارتجال والتجارب الفاشلة والأفكار التي تزيد الطين بلة، كما هو الحال في ملف تأمين وتوزيع مادة الخبز، ليكون شهر رمضان المبارك الذي نعد الأيام القليلة لاستقباله خفيف الظل على الجميع.