تحقيقات

طلبة الشهادات..توفير المناخ الدراسي المناسب ضمن شروط الوقاية الصحية

تنتاب طلاب الشهادات في فترة ما قبل الامتحانات حالة من القلق والخوف، إلا أن تلك المخاوف ازدادت في الآونة الأخيرة تزامناً مع الظرف الصحي الحالي الذي تعيشه المنطقة والعالم من انتشار فيروس كورونا الذي أحدث خوفاً وترقباً من قبل الأهالي والطلاب على حد سواء، فزادت حالة الاضطراب لديهم نظراً لعدم تأكدهم من تأجيل الامتحانات أو بقائها في موعدها المحدد، وأهمل الكثير من الطلبة دروسهم مستغلين الظرف الصحي وانشغال الأهل دون تقدير لأهمية الوقت الذي إن فات لن يعود ثانية.
ومنذ إعلان الحكومة السورية الإجراءات الاحترازية الوقائية للتصدي لانتشار الفيروس التزم الأهل وأبناؤهم التزاماً تاماً بالبقاء في المنازل، وبات الكثير من الآباء يعانون تشتت الطالب وعدم ضبطه في الكثير من الأحيان ، وبالتالي ضياع الوقت . وأكد الأهالي أن ما تمر به سورية ” غيمة” وستنحسر إذا تم  التسلح بالصبر والوعي والتحلي بالمسؤولية كاملة والالتزام بالقرارات الحكومية .
تحصين النفس من المرض
بانة إبراهيم دكتورة في علم الاجتماع، أكدت أن حالة القلق التي يمر بها الطلاب طبيعية وعامة في مجتمعنا، مؤكدةً أنه يتوجب عليهم في هذه الفترة بالذات التركيز على حصانة أنفسهم من المرض والاستغلال الأمثل للوقت بالدراسة جيداً، وللأهل دور كبير بالعمل في طمأنينة الطالب ومساعدته على تجاوز الأمر.
حالة صراع داخلي
وبدوره بسام الصافتلي دكتور في كلية التربية أشار إلى أنّ حالة التوتر والقلق التي يعيشها طلاب الشهادة الثانوية وشهادة التعليم الأساسي في ضوء انتشار فيروس كورونا تأتي متزامنةً مع مجموعة التوترات التي يواجهها طلابنا في حياتهم الدراسية نتيجة الظروف الصعبة التي يمرّ بها وطننا الحبيب، يُضاف إليها حالة التوتر الطبيعية التي يتركها أثر الاستعداد قبل الامتحانات في نفوس الطلاب مما يجعلهم في حالة صراع داخلي بين مستقبلهم وتقرير مصيرهم وبين هذه الجائحة وما يثار عنها من شائعات وأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية.
دور الطالب
وهنا نسأل ما المطلوب من الطالب، فيجيب د. الصافتلي:  في هذه الحالة من المناخ غير المناسب دراسياً يتوجب على كل طالب أن يعمل على توفير المناخ الدراسي المناسب ضمن الشروط الوقائية من فيروس كورونا ، و تنظيم برنامج دراسي يشمل جميع المواد الدراسية بالتنسيق مع بعض المدرسين من ذوي الخبرة وبإشراف الأهل ومشاركتهم وتعويض الفاقد التعليمي .
كما يتوجب عليه أن يتخلص من حالة التوتر والقلق من خلال ترك مجال للاستراحة بين فترات الدراسة وتنظيم مواعيد الطعام والنوم والاستيقاظ وممارسة الرياضة في فترات متقطعة من اليوم والاستماع للموسيقى الهادئة في فترات الاسترخاء.
الدعم النفسي
بالمقابل فإن للأهل دورا كبيرا في تخفيف التوتر والقلق لدى الطالب والتزامه بالدراسة وتقدير قيمة الوقت، وهنا يرى د. الصافتلي أن أول ما يتوجب على الأهل تقديمه هو الدعم النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التخلص من حالة التوتر والقلق وتوعيتهم بتأثير ذلك في إضعاف الجهاز المناعي لديهم لمواجهة خطر الإصابة بهذا الفيروس، إضافةً إلى تأمين متطلبات السلامة الصحية التي يحتاجها الطالب خلال فترات الدراسة أو الاستراحة من خلال تنظيم برنامج غذائي صحي بالتزامن مع تنظيم البرنامج الدراسي اليومي، كما يتوجب عليهم إبعاد الطالب قدر الإمكان عن مصادر الشائعات والأخبار التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية عن هذا الفيروس، وإشغالهم بأنشطة اجتماعية أو ترفيهية ضمن المنزل في فترات الاستراحة.
دور الأسرة
إن وجود الأهل مع أبنائهم من طلاب الشهادات في هذه الأوقات وهذا الظرف الصحي المفروض عليهم ضرورة لا جدال فيها ، وعلى الطالب الشعور بالأمان لأن أسرته إلى جانبه طيلة الوقت، كما يتوجب عليه مضاعفة جهوده لتحصيل درجات أعلى لضمان مستقبله.
دارين حسن