دراساتصحيفة البعث

ادعاءات هستيرية أمريكية

ترجمة: عائدة أسعد

عن موقع غلوبال تايمز 13/4/2020 

تهاجم واشنطن بكين حالياً من ثلاثة اتجاهات فهي، أولاً تتهم الحكومة الصينية  بإخفاء الوباء منذ البداية ما سمح للأزمة بالخروج عن السيطرة وإيذاء الولايات المتحدة والعالم.

ثانياً، شوهت واشنطن سمعة الصين قائلة: إنها تخفي العدد الفعلي للوفيات بالإدعاء أنها أعلى من الأرقام الرسمية المعلنة وتلك محاولة واضحة لتحويل الانتباه عن العدد المروع للوفيات في الولايات المتحدة ومحاولة لخداع الناس وإقناعهم أن الولايات المتحدة أكثر صدقاً من الصين بدلاً من التفكير في التقصير في أداء الواجب أو سوء التصرف الذي حدث في الولايات المتحدة.

ثالثاً، شجعت الولايات المتحدة بعض المحامين على رفع دعاوى قضائية ضد الحكومة الصينية وتقديم ادعاءات هزلية والتحريض على المشاعر المعادية للصين في الولايات المتحدة على أمل إنقاذ نفسها.

في المقابل لن تشن الصين حرباً لا داع لها لدحض مزاعم الهستيريا الأمريكية ضدها فهناك سببان لفشل مهزلة واشنطن، أولهما أن أداء الصين في مكافحة الوباء كان منظماً بشكل جيد وكانت الإنجازات ضخمة والعالم بأسره يعرف هذه الحقيقة.

لقد كانت ووهان أول من أبلغت عن الوباء وأول من اضطرت إلى اتخاذ خيارات صعبة لمكافحته وعندما بدأت الدول الأوروبية والولايات المتحدة في التعامل مع الوباء كانوا يعرفون بالفعل الكثير عن ضراوة الفيروس وكيفية انتشاره، وقد تم تحذيرهم مسبقاً وهم بحاجة فقط إلى موازنة المخاطر بين الاحتواء الشامل والتغلب على الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد فإذا فشلت جميع البلدان في اتخاذ جميع الخيارات الصحيحة فكيف يمكن أن تركز اللوم على ووهان؟

في 3 كانون الثاني الماضي أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية والبلدان والمناطق ذات الصلة بتفشي الالتهاب الرئوي، وقام خبراء الطب والسلطات الإدارية الصينية بجمع المعلومات حول الفيروس منذ ذلك الحين، وفي 20 من الشهر نفسه أكدت الصين رسمياً انتقال الفيروس التاجي من شخص لآخر ونشرت هذه المعلومة.  كما حافظ العلماء الصينيون على الاتصال الوثيق مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الطبي الدولي، ونشروا العديد من الأوراق حول تفشي الفيروس التاجي في أكثر المجلات الطبية المرموقة في العالم، وتم تبادل المعلومات مع المجتمع الدولي دون تحفظ.

وأصدرت ووهان إشعاراً بإغلاق المدينة في الساعات الأولى من يوم 23 كانون الثاني، وهو قرار صادم أيقظ العالم بأسره فلأول مرة في تاريخ البشرية تغلق مدينة ضخمة يبلغ عدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة جميع حدودها.

وعملت الصين جاهدة للقضاء على الفيروس من خلال تعليق غير مسبوق للنشاط الاقتصادي على المستوى الوطني ومن الواضح أن السلطات الحاكمة في واشنطن كانت تعرف ما ينتظرها فقد انتشر الفيروس في عدة دول ومناطق آسيوية وتعرضت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى للفيروس، فما مقدار المعلومات التي يحتاجها صانعو القرار في الولايات المتحدة قبل أن يستيقظوا ويضعوا الوباء على رأس كل الأمور؟ هل هم صم أو عميان؟

لقد تجلى غباء وتهور الأوساط السياسية الأمريكية حين ادعى بعض كبار المسؤولين أن كوفيد 19 كان مجرد أنفلونزا وخطره ضئيل على الشعب الأمريكي وفي 3 آذار الماضي- الثلاثاء العظيم – أقيمت مسيرات الانتخابات التمهيدية وسط ضجة كبيرة، وربما أصيب عدد كبير من الأمريكيين بينما لا يزال السياسيين الأمريكيين يطلبون من الناس عدم القلق فكيف يجرؤون على إلقاء اللوم في ردهم السخيف للعدوى على الصين؟ ألا يخجلون؟

والسبب الثاني هو أن الأكاذيب ستنكشف في النهاية وهناك الكثير من الدلائل على أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يريد إثبات ضعف وعجز المعركة الوبائية لإدارة ترامب.

لا يزال تفشي المرض في الولايات المتحدة في طور التخمير وحالياً يموت حوالي 2000 شخص في اليوم من الفيروس القاتل، والغضب العام سيولد المزيد من الضغط على السياسيين الأمريكيين، حيث بات من الصعب تزييف الأكاذيب لخداع الناس وتجاوز القانون الدولي ولا يمكنهم تبرير أنفسهم في مواجهة مثل هذه الخسائر الفادحة.

بالطبع منذ أن تشكل المناخ المناهض للصين في المجتمع الأمريكي وأخذت النخبة السياسية زمام المبادرة في محاولة كبح الصين أيقنوا أنهم سيحصلون على الدعم، لذلك يتوجب على الصين أن تتعامل بحكمة مع حرب الدعاية التي تشنها واشنطن وأن تعرض الحقائق للعالم قدر الإمكان، ومهما بلغت القوة الأمريكية لا يمكنها التغلب على الحقائق والأخلاق.