دراساتصحيفة البعث

لماذا ظهر “داعش” مجدداً في صحراء حمص؟

ترجمة: علي اليوسف

عن موقع غلوبال ريسيرتش 11/4/2020

 

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وإرهابيي “داعش” قرب قريتي السخنة ووادي الوعر في محافظة حمص مساء 9  نيسان. وبحسب مصادر مؤيدة للحكومة ، بدأ الجيش والقوات الرديفة المحلية المدعومة من قوات الفضاء الروسية عملية أمنية واسعة النطاق للقضاء على الإرهابيين المختبئين في المنطقة الصحراوية، الهدف منها هو وضع حد للنشاط الملحوظ مؤخراً للجماعات الإرهابية ضد القوات الموالية للحكومة على الضفة الغربية لنهر الفرات.

في الأيام المقبلة، من المرجح أن تواصل القوات السورية تطوير عملياتها ضد “داعش” على طول طريق السخنة – دير الزور، وفي ريف الميادين الجنوبي، بعد أن أصبحت خلايا “داعش” تقوم بالتسلل إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة من الضفة الشرقية لنهر الفرات في شرق سورية والمنطقة الحدودية في غرب العراق، وهو ما سيشكل تهديداً أمنياً خطيراً في المستقبل القريب.

في غضون ذلك ، أعلن تنظيم “داعش” أنه شن 29 هجوماً على القوات الحكومية في أنحاء العراق خلال الأسبوع الماضي. وتدعي الجماعة الإرهابية أن 66 مقاتلاً حكومياً قتلوا أو أصيبوا، لكن هذه الادعاءات لا تزال غير مؤكدة خاصةً أنه بعد انهيار الخلافة التي أعلنها “داعش” في الشرق الأوسط، أصبحت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم “داعش” معتادة على نشر الأخبار المزيفة والإفراط في تقدير “النجاحات” المفترضة للجماعة الإرهابية.

بالتوازي مع ذلك، أنشأ الجيش التركي مركزاً جديداً للمراقبة بالقرب من قرية جنة القورة في جنوب غرب إدلب. تقع هذه القرية على مقربة من الطريق السريع M4 ، الذي يربط مدينة اللاذقية الساحلية بالمركز الصناعي للبلاد، مدينة حلب. وكان  الجيش التركي أنشأ ثلاثة مواقع مماثلة في بلدات البقصرية والزينية والفريكة جنوب غرب إدلب في الأسبوع الماضي. ووفقاً للبيانات المفتوحة ، يمتلك الجيش التركي حالياً ما يصل إلى 60 “مركز مراقبة” عبر منطقة إدلب الكبرى. تدعي أنقرة أن جميع هذه المواقع قد تم تأسيسها وتم نشر معدات عسكرية ثقيلة عليها من أجل وضع حد للتهديد الإرهابي في المنطقة ومراقبة وقف إطلاق النار. ومع ذلك ، حتى الآن، كان الهدف الحقيقي الوحيد الذي حققته تركيا هو زيادة الأمن لإرهابيي “القاعدة” العاملين في المنطقة.

ومع هذه التطورات جميعها، رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بتقرير جديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتهم الجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية في محافظة حماة في آذار 2017. كما اتهم وزير الخارجية مايك بومبيو إيران وروسيا بشن “حملة تضليل” من أجل “إخفاء” استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل السوريين. لكن وزارة الخارجية السورية ردت برسالة إلى الوكالة وقالت: إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “مضلل ويحتوي على استنتاجات مزيفة وملفقة” ، في حين وصفت البعثة الدائمة لروسيا لدى الوكالة الوثيقة بأنها “غير جديرة بالثقة”.

منذ بداية النزاع، كانت مسألة الأسلحة الكيميائية شديدة الاستقطاب، وواجهت استنتاجات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن هذا الموضوع انتقادات شديدة من خبراء مستقلين. علاوة على ذلك ، أظهرت التسريبات الأخيرة من تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حادثة دوما أن المنظمة تخفي الحقائق عن عمد، وتدقق في نتائج التحقيق وتستخلص استنتاجات مسبقة من أجل دفع جدول الأعمال الرئيسي المصمم لشيطنة الحكومة السورية.