الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سورية: الإجراءات القسرية الغربية تعرقل جهود مواجهة كورونا ويجب رفعها فوراً

أكدت سورية أن الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة عليها غير القانونية وغير الأخلاقية تمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان وتعرقل جهود مواجهة انتشار وباء كورونا، فيما دعت فعاليات عربية إلى تنظيم حملة دولية تهدف إلى رفع تلك الإجراءات غير الشرعية واللاإنسانية.

وأوضحت سورية، في رسالة وجهها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، أن التدابير التقييدية المفروضة على سورية تعرقل الجهود الحكومية في توفير المستلزمات الأساسية لتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اعتمدتها الحكومة السورية لحماية مواطنيها من مخاطر التعرض للفيروس، وتعيق بشكل خاص جهود وزارة الصحة في تأمين المستلزمات الطبية الضرورية لتقديم الخدمات الاستقصائية في المشافي والمراكز الصحية للكشف عن حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 وتقديم الرعاية الطبية للمصابين.

ولفت السفير آلا إلى أن إصرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على اللجوء إلى هذه التدابير، غير القانونية وغير الأخلاقية، ينتهك حقوق الإنسان، ويعرقل تنفيذ الأهداف الإنمائية لعام 2030 وجهود التنمية المستدامة في البلدان المستهدفة، ويتناقض مع مزاعم التضامن العالمي والدعوات لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة جائحة كورونا والتغلب على نتائجها الاقتصادية والاجتماعية.

وشدّد السفير آلا على أهمية إيلاء مسألة الرفع الفوري للإجراءات القسرية الأحادية الأولوية في سياق تنفيذ التدابير التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة انتشار فيروس كورونا والتبعات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنه، وطالب المفوض السامي بمواصلة التركيز على الآثار السلبية للإجراءات القسرية الأحادية والتخلي عنها باعتبارها وسيلة لانتهاك طائفة واسعة من حقوق الإنسان، بما فيها الحق في الحياة والحق في الصحة والغذاء والحق في التنمية.

وحذّر السفير آلا من انعكاسات فيروس كورونا على أوضاع حقوق الإنسان لأبناء الجولان السوري المحتل مع استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حقوقهم الأساسية بما فيها الحق في الصحة وتقاعسها عن توفير المستلزمات الصحية اللازمة لمواجهة هذا الوباء في الجولان المحتل.

 

تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإجرام الأمريكي

 

ومن لبنان، دعا أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) العميد مصطفى حمدان إلى تنظيم حملة دولية تهدف إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية، التي تواجه أشرس إرهاب عرفه التاريخ، وأضاف: “إن ما يتوارد عن أخطار وتداعيات من وباء كورونا في ظل هذه الإجراءات الأمريكية الظالمة بحق الشعب العربي السوري، الذي قدم الكثير من الإسهامات الكبرى للحضارة الإنسانية ولأمتنا العربية، يجعلنا نرفع الصوت عالياً لكسر هذا العمل العدواني الأمريكي”، كما دعا الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية في إصدار القرارات الملزمة بشأن إلغاء هذه الإجراءات اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق سورية في وقت يشهد العالم انتشاراً لوباء كورونا الذي يهدد حياة الناس، وأشار إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإجرام الأمريكي بحق السلم العالمي والحضارة الإنسانية كلها.

ومن مصر، أعرب عبد الوهاب خضر أمين الإعلام في حزب التجمع، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الأهالي، عن تضامن أبناء الشعب المصري مع سورية في وجه الإرهاب والعدوان والحصار الاقتصادي الغربي الجائر، داعياً إلى رفعه فوراً.

وأكد خضر في رسالة أن سورية صمدت وانتصرت على الإرهاب وداعميه في الحرب التي شنت عليها بهدف تدميرها والاستيلاء على مقدرات شعبها وعرقلة عجلة التنمية فيها، وأعرب عن فخره بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب والعدوان الخارجي، مؤكداً أن الشعب السوري سيخوض معركة إعادة الإعمار والتنمية والبناء بنجاح، وأشار إلى مواقف سورية القومية الداعمة للحقوق العربية والمناضلة ضد العدوان والاحتلال الإسرائيلي والامبريالية المتوحشة.

كما استنكر عضو مجلس النواب سمير البطيخي تواصل الحصار الجائر والإجراءات القسرية على سورية داعياً إلى رفعها فوراً، وقال: إنه في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم بأسره وبعد فترة الحرب الطويلة التي قضتها الدولة السورية في مواجهة الإرهاب والمؤامرات التي استهدفتها لا بد الآن من رفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر، الذي تفرضه واشنطن ودول الغرب عليها بهدف تحقيق أغراض سياسية خاصة بها، كي تتمكن سورية من مواجهة جائحة كورونا وتوفير التجهيزات الطبية وكل مستلزمات الوقاية والعلاج، وشدد على أن الجانب الطبي والصحي والغذاء وما يتعلق بالأطفال ينبغي أن يخرج بعيداً عن أي إجراءات لفرض الحصار، مضيفاً: إنه على الولايات المتحدة أن تشعر بخطورة هذه الكارثة لكونها أكثر دولة في عدد الإصابات.

ومن روسيا، أكد الخبير العسكري رئيس قسم التكامل الأوروآسيوي والتنمية في منظمة شنغهاي للتعاون فلاديمير يفسييف أن الاجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية غير شرعية ولا إنسانية، وقال: “إن هذه التدابير التقييدية تعتبر غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي وغير إنسانية في ظروف تفشي وباء فيروس كورونا”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها عوضاً عن تقديم المساعدة الفعلية يواصلون وضع العراقيل أمام جهود الدولة السورية لمكافحة فيروس كورونا ويستمرون في تقديم الدعم للإرهابيين، إضافة إلى احتلال جزء من الأراضي السورية ونهب ثرواتها.

بدوره أكد المحلل السياسي رئيس المجلس الروسي الايراني للعلاقات الاقتصادية والتجارية رجب صفاروف أن الولايات المتحدة وإضافة إلى العقوبات اللاإنسانية التي تفرضها على سورية تحتل بكل وقاحة وعربدة جزءاً من الأراضي السورية وتعلن بصورة سافرة أنها تتصرف بالنفط السوري وفق مشيئتها، ما يعني بوضوح تام نهب وسرقة ثروات الآخرين وممارسة العمل الإجرامي وإرهاب الدولة على المستوى العالمي، مستغلة بذلك ضعف المنظمات الدولية، وأضاف: إن الولايات المتحدة تفعل كل ما بوسعها لتقويض الجهود الرامية إلى الحد من العقوبات لأنها ترى فيها وسيلة فعالة لممارسة نهجها السياسي القائم على الهيمنة، وهي تسعى لمعاقبة الدول التي تقف في وجه مخططاتها، كسورية وإيران ودول اخرى، من خلال استهدافها بمخططات تخريبية ومحاولة إثارة القلاقل فيها وشن حروب مهجنة وإرهابية تهدف إلى استنزاف البلاد وتقويض حكوماتها، وأشار إلى أن روسيا تقدمت مؤخراً باقتراح إلى أعضاء منظمة الأمم المتحدة لتوحيد الجهود للمطالبة برفع العقوبات الأمريكية والغربية أحادية الجانب والمفروضة بصورة غير قانونية على بعض البلدان التي تنتهج سياسة مستقلة في علاقاتها الخارجية.

 

آن الأوان لوضع حد نهائي لسياسات الغرب الاستعمارية

 

ومن تركيا، أكد وزير الداخلية الأسبق سعد الدين طانطان وجوب رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية على سورية، التي تحارب التنظيمات الإرهابية وتتخذ إجراءات للتصدي لفيروس كورونا في ظل انتشاره عالمياً، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستخدم العقوبات كسلاح تحارب به الدول الأخرى رغم انشغال دول العالم بمواجهة وباء كورونا، لافتاً إلى أن الشعب السوري عانى طيلة السنوات الماضية من الإرهاب وقد آن الأوان لوضع حد نهائي لهذه السياسات الاستعمارية التي تستهدف شعوب المنطقة برمتها، وشدد على ضرورة التنسيق والتعاون الإقليمي بين دول المنطقة لمواجهة وباء كورونا ولإفشال المخططات والمشاريع الغربية التي تهدف إلى تدمير دول وشعوب المنطقة.

ومن تشيكيا، أكد عضو مجلس النواب ياروسلاف فولدينا أن استمرار فرض الإجراءات الغربية القسرية على سورية في الوقت الذي تتصدى فيه لانتشار فيروس كورونا أمر غير إنساني وغير أخلاقي، وأضاف: إن الذين يدعمون استمرار فرض هذه الإجراءات يستهدفون سورية وشعبها متخذين من شعارات (الديمقراطية الزائفة) ذريعة للتدخل في شؤون هذا البلد.