الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران تطلق أول قمر صناعي للأغراض العسكرية

بالرغم من العقوبات الأحادية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت وكالة إيسنا الإيرانية عن إطلاق الحرس الثوري الإيراني قمر “نور -1” الاصطناعي للأغراض العسكرية، وأكّدت نجاح الحرس الثوري في وضع القمر الاصطناعي في مدار الأرض على بعد 425 كيلومتراً، لافتةً إلى أن ذلك يعد إنجازاً كبيراً وتحوّلاً جديداً في المجال الفضائي لإيران، مضيفة: إن القمر الصناعي أطلق بواسطة حامل الأقمار “قاصد” ذي المرحلتين من صحراء إيران المركزية، وبإشراف قيادات من الصف الأول في الحرس الثوري.

القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أكد أن نجاح عملية إطلاق القمر الصناعي (نور) للأغراض العسكرية إنجاز استراتيجي يضيف أبعاداً جديدة للقدرة الدفاعية لإيران، وقال: إن هذا الإنجاز يعتبر قفزة في مجال المعلومات الاستراتيجية للقوة الدفاعية للحرس الثوري الإيراني، وأظهر أننا نستطيع، وفي أي مجال وباستخدام قدراتنا الذاتية، تحقيق نجاحات ملحوظة تحظى بقبول العالم، مؤكداً أن حصول قوة دفاعية مقتدرة كالحرس الثوري على التقنية الفضائية أمر ضروري للوصول إلى قدرات أكثر تطوراً، وأوضح أن الجيوش القوية اليوم لن تمتلك الخطة الدفاعية الشاملة ما لم تتواجد في الفضاء.

وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد اذري جهرمي، من جانبه، وصف، في تغريدة على تويتر، إطلاق أول قمر صناعي للأغراض العسكرية بأنه “إنجاز وطني عظيم”.

وكانت إيران أعلنت، في وقت سابق، فشل عملية إيصال القمر الصناعي “ظفر” إلى مداره المحدد حول الأرض، وقال المتحدث باسم شؤون الفضاء في وزارة الدفاع الإيرانية، أحمد حسیني، إنه “لم تنجح عملية إيصال القمر الصناعي “ظفر” إلى المدار المطلوب”، وأكد أن “عملية الإطلاق كانت ناجحة، لكن الحامل لم يصل إلى السرعة المطلوبة لإيصال القمر إلى مداره، وسنجري تعديلات لإطلاق قمر صناعي جديد”.

وفي هذا السياق أكدت وسائل العدو الإسرائيلي أن إطلاق القمر الصناعي الإيراني يشكّل رسالة تحدي للولايات المتحدة، التي ترى في برنامج الفضاء الإيراني جزءاً من برنامج الصواريخ الباليستية، الذي يتضمن محاولة لفحص قدرات الصواريخ التي تطوّرها طهران، واعتبرت أن الأمر يتعلق بتصعيد إضافي في التوتر بين واشنطن وطهران، قائلةً: إنه أتى “بعد أن قامت في الأسبوع الماضي زوارق إيرانية بمناورة استفزازية أمام سفن تابعة للأسطول الأميركي في الخليج”، فيما زعم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن “إيران انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق قمر اصطناعي عسكري”، واعداً بأنه “سيكون لهذه الخطوة تداعيات”، على حدّ تعبيره.

ورداً على تهديد ترامب بتدمير الزوارق الإيرانية التي تتحرش بسفن أمريكية، قال الناطق باسم القوات الإيرانية، أبو الفضل شكرجي، “بدل التنمّر على الآخرين، على الأمريكيين أن يوجهوا كل جهودهم نحو إنقاذ أفراد قواتهم المصابين بفيروس كورونا”.

في الأثناء، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده حققت نجاحات في مكافحة انتشار فيروس كورونا وهي مستمرة بالعمل على مواجهته، وشدد، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، على ضرورة الانسجام والوحدة بين أبناء الشعب والثقة بأن مستقبل البلاد يسير نحو الأفضل، وأشار إلى تداعيات فيروس كورونا على العالم وعدم التكهن بشأن موعد انتهائه، مؤكداً ضرورة الالتزام بالبروتوكولات الصحية حتى يتم التوصل إلى علاج ولقاح له.

من جهة ثانية أوضح روحاني أن إيران تأثّرت بشكل محدود من انهيار أسعار النفط وتراجع أسعار الخام بالنسبة للعقود الآجلة، مثل كل الدول المصدرة للنفط، بسبب عدم اعتمادها على النفط  بشكل رئيسي، وقال: “إن إحصائياتنا تشير إلى انخفاض التضخم في البلاد”، مشدداً على ضرورة التركيز على المعامل الصغيرة والمتوسطة وعلى الصادرات غير النفطية في العام الإيراني الحالي.