أدب النصيحة.. نحو التعاون الدولي المتكامل

أكرم شريم

يتحدث العالم كلّه هذه الأيام عن انتشار فيروس كورونا، وعن سبل مواجهته، ونعرف ونعترف أنه قد بدأ التعاون الدولي لمواجهة هذا الوباء العالمي القاتل، والذي يستهدف كل شعوب العالم، سواء وصل إليها أو لم يصل إليها، ويستهدف الإنسانية العميقة فيها، فهذا العدو الوبائي القاتل الجديد يستهدف كل الشعوب، بل كل فرد، وبالتالي فإن مواجهته يجب أن تكون على الأقل مثل نشاطه، فهو يستهدف الجميع، ومواجهته يجب أن تكون من الجميع، وعلى الجميع العمل وبأسرع وقت لإقامة هذا التعاون الدولي المطلوب حالياً، وبين كل دول العالم: الكبرى والوسطى والصغرى. وهذا أمر ممكن، فإذا لم يقم أي تعاون من كل الحكومات والشعوب حتى الآن فيجب أن يقوم هذا التعاون الدولي الآن وبأسرع وقت لمواجهة هذا العدو الذي هو دولي ويستهدف كل إنسان على وجه الأرض، وبالتالي كل شعب أيضاً! وهذا يعني أن على الشعوب والحكومات ألا تنتظر أحداً حتى تبدأ معه أو من خلاله أو بعده، بل أن يبدأ كل شعب أو حكومة بهذا التعاون الدولي والشامل، ذلك أن التعاون الدولي مطلوب في كل الأمور بين الدول وفي كل المشكلات التي تعاني منها دولة أو أكثر، فما بالك بمواجهة هذا الوباء العالمي القاتل، والذي يعلن فعلاً أنه يستهدف بني الإنسان جميعاً.. كل البشرية على الإطلاق، غير آبه بأحد أو بأية قوة أو بأي جيش مهما كان عديده وأنواع أسلحته، فبالله عليكم هل يتأخر التعاون الدولي لمواجهة هذا الفيروس وفي كل مكان حول العالم بعد ذلك؟!

وبما أن كل شعوب العالم تريد ذلك وتتمناه وتسعى إليه، فأي نظام هذا الذي يتأخر في المواجهة ويعتمد على غيره، ليوفر الأموال أو الرجال. مثل هذا النظام إذا وُجد، ولا أعتقد أنه سيوجد، سيكون حتماً نظاماً معادياً لشعبه ولكل شعوب العالم أيضاً، ويفتقر إلى الثلاثي الإنساني: الشرف والدين والأخلاق.

نعود ونؤكد أن مثل هذا النظام غير موجود على الإطلاق، ولهذا يجب ألا يتأخر أي نظام عن الإسراع في الالتحاق بالتعاون الدولي لمواجهة هذا الموت المنتشر في كل مكان، وذلك بالتوجّه فوراً إلى تشكيل هذا التعاون الدولي بواسطة تشكيل مجموعات من الدول خلال الأقاليم ثم تتوجه هذه المجموعات من خلال قياداتها لتصبح لنا وفي العالم كله قيادة واحدة عالمية ودولية وعامة لجعل كل شعوب العالم وكل الحكومات تواجه هذا الخطر العالمي الوبائي القاتل، وهكذا تكون النصيحة اليوم: لا يمكن لخطة ناجحة أن تفشل أو أن تبقى وحدها، بل ستتفق مع بعضها بعضاً وتصبح خطة واحدة ناجحة وعالمية أيضاً!