الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بعد موجة السخرية من “وصفاته”.. ترامب يبتعد عن الأضواء!

بعد موجة استنكار عارمة واجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إثر تصريحه عن حقن مرضى كورونا بالمطهّرات، رد ترامب قائلاً: إنه لا يرى فائدة من عقد المؤتمرات الصحافية اليومية عن كورونا، وأنها “لا تستحق الجهد”.

ونشر ترامب تغريدة على حسابه على “تويتر”، قال فيها: “ما هو الغرض من عقد مؤتمرات البيت الأبيض الإخبارية، وسائل الإعلام الكبرى لا تطرح شيئاً سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة، إنهم يحصلون على تقييمات قياسية، والشعب الأميركي لا يحصل على شيء سوى الأخبار الزائفة، لا تستحق الوقت والجهد!”، حسب تعبيره.

وتأتي هذه التطوّرات بعد يومين من تعرّض رئيس الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من وباء “كوفيد-19” مع أكثر من 53 ألف وفاة، لانتقادات لاذعة بعد أن قال: “أرى أن المعقمات تقضي على فيروس كورونا في دقيقة. دقيقة واحدة. هل من طريقة للقيام بشيء مماثل مع حقنة في الجسم؟”، إلا أنه حاول التقليل من شأن تصريحاته، وزعم، الجمعة، أنه كان يتحدّث “بسخرية” عن هذه المسألة.

وأثارت تصريحات ترامب موجة استنكار في صفوف العلماء، واتهم عدّد من الاختصاصيين الرئيس الأميركي بـ”عدم المسؤولية  لطرحه هذا الاقتراح الخطر”، وقال خبير الصحة العامة المتخصص بالرئتين والعناية المركزية، الطبيب فين غوبتا، إن “فكرة حقن الجسم أو شرب أي نوع من أنواع المواد المنظفة غير مسؤولة وخطرة”، معتبراً أنها “طريقة يلجأ إليها الكثير من الأشخاص الراغبين بالانتحار”.

ووصلت الانتقادات ضد ملاحظات ترامب حول الأشعة فوق البنفسجية وحقن المرضى بالمطهّرات إلى السياسيين والعلماء الأوربيين، حيث قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، “يطلب رئيس الولايات المتحدة من الناس حقن أنفسهم بمادة ليسول بالرئتين”، مضيفة: “هذا يثبت إلى أي حد يرفض الجمهوريون العلم”، فيما أكد بول هنتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية، أن أفكار ترامب حمقاء وتنم عن استهتار شديد، في وقت قال المركز الفرنسي مارساي ايمونوبول ساخراً: “إن إضرام النار بالجسم قد يكون حلاً بديلاً مفيداً كذلك”، مشدداً على أن الوسائل التي اقترحها ترامب “ستقتل الفيروس والمرضى في آن واحد”.

بالتوازي، أظهرت بيانات إحصائية، استناداً إلى بيانات جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية التي أطلقت مشروعاً خاصاً بمتابعة تفشي الوباء، أن حصيلة ضحايا الفيروس التاجي في الولايات المتحدة ارتفعت خلال هذه الفترة بـ2494 وفاة جديدة وبلغت 53511، فيما توقّع وزير الخزانة الأمريكي، ستيف منوشين، انتعاش الاقتصاد الأمريكي المتأثر بوباء كورونا في فصل الصيف، على الرغم من رسم أغلب الخبراء سيناريو تعاف أقل تفاؤلاً.

وقال منوشين: “أعتقد أنه مع بدء إعادة فتح الاقتصاد بين أيار وحزيران، سترون انتعاشاً حقيقياً في الاقتصاد في تموز وآب وأيلول”، وأضاف: “لقد خصصنا مبالغ غير مسبوقة للإغاثة المالية، يمكنكم رؤية مليارات الدولارات التي تشق طريقها نحو الاقتصاد، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له تأثير كبير”.

وكانت الولايات والإدارات المحلية قد تبنت جملة من قيود العزل في إطار الحد من الإصابات الجديدة بكورونا، ما أثر على حوالي 94% من الأمريكيين.

وضربت القيود الاقتصاد الأمريكي بقوة عندما أصبح ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل بسبب الإغلاق الإلزامي للأعمال والشركات، كما دخل السياسيون في نقاش محتدم حول كيفية وتوقيت إعادة فتح الأعمال.