رياضةصحيفة البعث

كرة الماء غرقت في زحمة الألعاب والحلول الإسعافية غائبة!

رغم كون كرة الماء من أعرق الألعاب في رياضتنا، وتحقيقها العديد من الإنجازات، إلا أنها منذ سنوات دخلت في غياهب المجهول بعد أن توقفت كافة نشاطاتها، وهجرها كوادرها ولاعبوها، وأهملتها كل الأندية لتقترب اللعبة من الاندثار النهائي، وتبقى حاضرة فقط في ذاكرة محبيها.

الحديث عن كرة الماء يفتح الباب للإضاءة على ألعاب كان لها تاريخها العريق ومحبوها الكثر، لكن الظروف عاكستها وجعلتها تبحث عمن ينقذها دون أن تجد ذلك حتى اللحظة.

فكرة أخيرة

مسار كرتنا المائية لم يكن على مدار السنوات الطويلة مستقراً بشكل كامل، لكن جهود أبنائها المخلصين جعلتها تتجاوز كل المطبات، وكانت آخر الأفكار لتطويرها قد طرحت في عام 2010 مع تشكيل تجمعات للمنتخب الوطني في أكثر من محافظة، وإطلاق بطولة شاطئية، فضلاً عن الدوري الذي أقيم من مرحلة واحدة، مع طرح خطة لرفع مستوى المفاصل المختلفة، والاستعانة بخبرات أجنبية لهذا الغرض، لكن هذه الرؤية التي وضعت لم تكتمل من ناحية التنفيذ، حيث أدت ظروف الأزمة لتوقف نشاط اللعبة بشكل كامل، ما أسفر عن خسارة فرصة حقيقية للانطلاق، وتحديداً مع توفر كل المقومات في تلك الفترة، ووجود فرص كثيرة للاحتكاك والمشاركات الخارجية عربياً وقارياً.

وبعد تلك الفترة لم نعد نسمع شيئاً عن اللعبة مع غياب كامل لأية فكرة لإعادتها لجدول رياضتنا المزدحم بألعاب لا تملك عراقة أو شعبية كرة الماء.

أسباب وكوادر

خبراء اللعبة أكدوا أن أسباب الخروج القسري للعبة من حيز الاهتمام، وابتعادها عن الأضواء، تعود لمجموعة عوامل، منها هجرة الكوادر التي لم تجد الأجواء المناسبة والظروف المواتية للعمل، فقررت الابتعاد إما عن الرياضة نهائياً، أو الهجرة خارج حدود الوطن.

هذا الكلام يشمل اللاعبين والمدربين والحكام، والمسؤولية تقع في هذا الإطار على بعض الأندية التي فضّلت إهمال اللعبة رغم عدم وجود تكاليف باهظة لها، مع عدم اكتراث المعنيين في القيادة الرياضية وقتها، وضعف الاهتمام الإعلامي بما يواجه اللعبة من مشاكل وصعوبات.

جملة هذه الأسباب فرضت واقعاً غير ملائم للعودة التي تحتاج لخطوات محددة، بداية من استعادة الكوادر المبتعدة، وإلزام الأندية بدعمها، مع وضع رؤية لبناء اللعبة من القواعد، وصولاً للفئات الكبرى، وهذا الأمر ليس مستحيلاً، لكنه يبدو صعباً على الأقل.

تاريخ وإنجازات

يشار إلى أن كرة الماء استطاعت عبر عمرها الذي تجاوز النصف قرن تحقيق العديد من الإنجازات على صعيد المنتخبات، أبرزها فضية الدورة العربية في دمشق عام 1976، والمركز الثالث في البطولة العربية في عام 1984، والمركز الثاني في البطولة العربية أيضاً عام 1987، والمركز الثاني في البطولة العربية عام 1991، وبرونزية البطولة العربية عام 2010، إلى جانب مشاركة منتخب الناشئين في بطولة العالم عامي 1999 و2001.

أما على صعيد الأندية فحقق نادي ميسلون فضية البطولة العربية عام ،1995 ونادي المحافظة برونزية البطولة ذاتها عام 2005.

مؤيد البش