اقتصادصحيفة البعث

إسبانيا تنزلق سريعاً إلى مستنقع الفقر(للمدقق)

لجأ آلاف الإسبان إلى طلب المساعدات الغذائية للمرة الأولى في حياتهم، بعدما أغرقتهم جائحة كوفيد-19 في فقر ذكّرهم بأزمة عام 2008 الاقتصادية التي تعافت منها بلادهم للتو.

وتقول جاكلين ألفاريز البالغة من العمر 42 عاما، وهي تحمل كيسا للمؤونة في حي ألوتشي الشعبي في مدريد، «أغطي وجهي خجلا، لم أكن لأطلب يوما طعاما». وتقف في طابور وخلفها نحو 700 شخص ينتظرون دورهم للحصول على ما يكفي لملء ثلاجتهم من الطعام بفضل جمعية محلية في الحيّ تحولت إلى بنك طعام للحالات الطارئة.

وتقول منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن الأزمة عالمية، مشيرة إلى أن الأزمة الصحية قد تُغرق 500 مليون شخص في الفقر. في إسبانيا، أثرت إجراءات العزل بشدة على اقتصاد البلاد الذي كان يُعاني سابقا من ثاني أعلى معدل بطالة في منطقة اليورو بعد اليونان.

وعلّق رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على الوضع بالقول إنه «أثّر في المقام الأول على الأشخاص الذين كانوا يعيشون في أوضاع هشة قبل تفشي الوباء، والذين لا يزالون يعانون من آثار أزمة عام 2008». وفي ذروة تلك الأزمة المالية، تجاوزت نسبة البطالة 26% عام 2013 قبل أن تنخفض إلى 14% في العام الماضي، وتتوقع الحكومة هذا العام ارتفاعها إلى 19%.

وتحذر أولغا دياز، نائبة مدير المساعدة الاجتماعية في الصليب الأحمر في إسبانيا، من أن «الأزمة الحالية أقوى وأسرع من أزمة عام 2008». وتقول إن الشبكات التابعة للصليب الأحمر ساعدت أكثر من 1,5 مليون شخص منذ بدء العزل، مشيرة إلى أن «68% منهم لم يطلبوا المساعدة». وعلى عكس ما حصل عام 2008، «أدت هذه الأزمة إلى شل الاقتصاد غير الرسمي (القطاع غير المسجل)» والذي كان قد ساهم في تخفيف آثار الأزمة آنذاك بالنسبة إلى عائلات عديدة، بحسب المتحدث باسم فيسبال أنجيل فرانكو.

في بداية الوباء، وعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي، كانت معدلات الفقر «المرتفعة بشكل مريع من بين الأسوأ في الاتحاد الأوروبي»، بحسب ما قال مقرر الأمم المتحدة فيليب ألستون في شباط خلال مهمة استقصائية له في البلاد. وقال الاشتراكي بيدرو سانشيز «لا تستطيع إسبانيا تحمّل طوابير الانتظار أمام المطاعم الخيرية»، بينما كان يعلن تحديد الحدّ الأدنى لتكلفة المعيشة في حزيران. وأشار إلى أن «قرابة 850 ألف أسرة» في حالة «فقر مدقع» ستستفيد من هذه المساعدة الاجتماعية. في هذا الوقت، تقول جاكلين ألفاريز إنها تعيش «كل يوم بيومه»، وتقول «لا أفكر في الفيروس، بل في ما سأتناوله اليوم، وما سأطعم أولادي».