رياضةصحيفة البعث

اعتزال ميسي فراغ كبير أم نهاية عقدة أرجنتينية؟

أثار الحظر الصحي في أوروبا جراء تفشي فيروس كورونا، مخاوف محبي النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من اقتراب موعد اعتزاله بعد فترة إيقاف المنافسات وتقدم سن أفضل لاعب بالعالم ست مرات، فبدأ محبوه وعشاق منتخب الأرجنتين بإجراء المقارنات من جديد بينه وبين الأسطورة دييغو مارادونا، والتساؤل عن مقدار الفراغ الذي سيتركه اعتزاله وخاصة على الصعيد الدولي.

ولتقريب الإجابة نستعرض بعض الأرقام والحقائق عن النجمين فإذا بدأنا بالسجل التهديفي، لن يكون هناك هداف أفضل من ليونيل ميسي حيث أنه سجل 626 هدفاً في 715 مباراة مع برشلونة حتى الآن، بينما سجل مارادونا 300 هدف خلال مسيرته مع الفرق التي لعب لها، وإذا انتقلنا إلى المراوغة، يحتاج منافسو ميسي عندما يكون في أفضل حالاته لمعجزة لانتزاع الكرة من أقدامه.

وعند التطرق إلى الألقاب محلياً ترجح الكفة من جديد لميسي صاحب المسيرة المدججة بالألقاب حيث أصبح الهداف التاريخي للدوري الإسباني مع10 بطولات دوري إسباني و6 ألقاب في كأس اسبانيا و 4 ألقاب في دوري الأبطال، بينما اكتفى مارادونا بثلاث بطولات دوري إيطالي وبلقب كأس الاتحاد الأوروبي، ولكن في زمانه لم يكن في فريقه لاعبون بجودة تشافي وإنييستا، أما على الصعيد الدولي سجل ميسي مع منتخب بلاده 70 هدفاً خلال 138 مباراة ولكن هذا لم يشفع له حيث وجهت له انتقادات لاذعة اتهمته بالتخاذل مع منتخب بلاده بسبب فشله في تحقيق أي بطولة دولية حتى الآن، هذه النقطة كانت ملعب مارادونا حيث صال وجال مع منتخب بلاده محققاً معه كأس العالم عام 1986 بعد أن سجل خمسة أهداف وصنع مثلها ليتوج في نهاية البطولة بكأس الذهب.

ويمكن القول أن كلا اللاعبين قيمة كبيرة ليس فقط للأرجنتين وإنما لعالم الساحرة المستديرة، وكل واحد منهما وضع بصمته المؤثرة بشكل مختلف عن الآخر، فتفوق كل منهما باختلافه عن الآخر ومهما مرت السنون، سيظل الجدل مستمراً حول أي من النجمين هو أسطورة بلاد “التانغو”،وربما يكون الفرق الذي يحسم الصراع، وخاصة إذا لم يشارك ميسي منتخب بلاده لسبب ما في كوبا أمريكا صيف العام المقبل أو فشل كالعادة في تحقيق شيء معه، فدييغو تحلى بصفات القيادة التي مكنته من تحفيز فريقه، الشيء الذي عجز عنه ميسي و لوكان قادراً على ذلك لكان فاز بكأس العالم لمرة أو على الأقل ببطولة كوبا أمريكا.

يذكر أن مارادونا سبق أن أشرف على تدريب ميسي حين كان مديراً فنياً لمنتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وقتها كان المنتخب الأرجنتيني يضم أقوى أربعة مهاجمين ربما في تاريخه، ميسي وأغويرو وتيفيز على الملعب ومارادونا على خطوطه.