أخبارصحيفة البعث

حمّى الاستيطان تطال أبنية تاريخية قرب الحرم الإبراهيمي

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قضم الأراضي الفلسطينية واقتطاعها، إذ صادق وزير الحرب نفتالي بينيت، وبشكل نهائيّ، على وضع اليد على مرافق تاريخية قرب الحرم الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل، بحجّة بناء مصعد لتسهيل حركة المستوطنين، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحام قلنديا وكفر عقب شمال القدس المحتلة، وحي عبيد في بلدة العيسوية في القدس، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين.

وجدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية، داعيةً المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في فتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال بحقّ الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها، وقالت: “إنّ إعلان سلطات الاحتلال مخطّطاً استيطانياً للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في محيط الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة في الخليل جريمة وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وميثاق روما الأساسي”، لافتةً إلى أنها تهدف إلى تغيير المعالم العربية الإسلامية وهوية المنطقة الفلسطينية وخلق وقائع جديدة تندرج في إطار عملية تهويد واسعة النطاق لقلب مدينة الخليل والحرم الشريف.

وأشارت الخارجية إلى أن الانحياز الأمريكي للاحتلال ومخططاته الاستعمارية، وخاصة بعد إعلان ما تسمى “صفقة القرن”، أعطاه الضوء الأخضر للتمادي في عمليات الاستيطان وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتنفيذ مخططاته لضمّ أجزاء من الضفة الغربية.

بدورها أكدت لجان المقاومة أكّدت أن مصادقة بينيت على مشروع استيطاني جديد للسيطرة على الحرم الإبراهيمي هي عدوان جديد على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، واستفزاز لمشاعر ملايين المسلمين والعرب، وشدّد الناطق الإعلامي للجان المقاومة أبو مجاهد على أنه يجب مواجهة هذا القرار العدواني بتصعيد المقاومة والانتفاضة ضد العدو المجرم وقطعان المستوطنين المغتصبين.

كما أشار أبو مجاهد إلى أن “صفقة القرن” لن تمر، وأحلام بينيت بالسيطرة على الحرم الإبراهيمي ضرب من ضروب الوهم، ولن تتحقق أبداً أمام بسالة وبطولة أهلنا في الضفة الفلسطينية الثائرة.

وتعليقاً على محاولات بعض أنظمة الخليج التطبيعية، التي وصلت جذورها إلى الثقافة والفن وأخيراً الدراما، أكد قوى فلسطينية أن الأعمال الفنية المطبّعة مع الاحتلال تشكّل انحرافاً في عقيدة ومصير الأمة العربية والإسلامية، علاوةً على أن المجاهرة بالتطبيع تعدٍّ على ثوابت الأمة، وأضافت: “إنّ ما يقدّم في بعض البرامج أو المسلسلات الهابطة يقلب حقائق الصراع مع الاحتلال، ويشوّه وقائع التاريخ، ويتساوق مع الرواية الصهيونية المضلّلة، في ظلّ التحديات الخطيرة والهجمة الشرسة التي تواجهها القضية الفلسطينية هذه الأيام”، كما حذّرت من أن هذا التطبيع يأتي في ظلّ مخطط تهيئة البيئة الإقليمية والمسرح السياسي لتنفيذ عملية الضمّ لمعظم أراضي الضفة الغربية والمقدسات، في إطار “صفقة القرن” التي تجري ترتيبات تنفيذها هذه الأيام بتنسيق كامل بين الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية، وبتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية.

يذكر أن إعلام العدو الإسرائيلي توقّف عند ظاهرة التطبيع الإسرائيلي- السعودي عبر المسلسلات الدرامية، ففيما حظي مسلسل “أم هارون” على مجموعة “إم بي سي” السعودية بالترحيب والثناء، أثار مسلسل “حارس القدس” امتعاض الإسرائيليين وغضبهم.