محليات

تحصين أبقار اللاذقية المخالطة وإنتاج 70% من اللقاحات البيطرية “المجانية”

دمشق ـ ميس خليل

تستمر مديرية الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة بتقديم الخدمات البيطرية مجاناً لمربي الثروة الحيوانية حسب القانون 19 لعام 2019 الخاص بالثروة الحيوانية، من خلال الفنيين البيطريين المنتشرين في كافة الوحدات الإرشادية والمراكز البيطرية في كافة المحافظات، بحيث يتم تقديم التحصينات الوقائية ضد الأمراض السارية والوبائية (الحمى القلاعية – جدري الأغنام والماعز – الانترتوكسيميا – الجمرة العرضية – البروسيلا – الباستوريلا – التهاب الأنف والرغامى المعدي – الجمرة الخبيثة – شبه طاعون الدجاج – كوماروف الدجاج المنزلي – التهاب الجلد العقدي) عبر حملات التحصين الوقائي، وضمن برنامج زمني خلال السنة.

20 مليون جرعة

مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور حسين السلمان ذكر في تصريح لـ “البعث” أن خطة عام 2020 في حماية الثروة الحيوانية تركز على متابعة إنتاج اللقاح وتأمينه بمواصفات عالمية وجودة جيدة، والاستمرار بتنفيذ حملات التحصين الوقائي، وتقديم كافة الخدمات البيطرية والتعاون مع المنظمات الدولية لتوفير المستلزمات الضرورية والتدريب الخاصة بالخدمات البيطرية، ونشر التوعية والإرشاد للمربين لحماية الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجيتها، بالإضافة إلى اعتماد استراتيجيات السيطرة على الأمراض الوبائية المستوطنة والعابرة للحدود، مؤكداً أنه يتم إنتاج ما يقارب 70% من احتياجات الثروة الحيوانية للقاحات البيطرية حسب الخطة الإنتاجية السنوية (حوالي 20 مليون جرعة سنوياً)، وضمن برتوكول عالمي معتمد من قبل منظمات الصحة الحيوانية ومنظمة الفاو، وكامل طبخات الإنتاج يتم اختبارها ومعايرتها ومنحها شهادة جودة من قبل مخبر جودة اللقاحات في مديرية الدواء البيطري في الوزارة.

وأشار مدير الصحة الحيوانية إلى أن وزارة الزراعة تقوم باستيراد 30% من الاحتياجات عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية مثل الحمى القلاعية (5 ملايين جرعة) والباستوريلا (5.1 مليون جرعة)، سنوياً، وجميعها يتم تقديمها مجاناً، منوّهاً بأن المديرية تقوم بإنتاج لقاحات للدواجن (9 أنواع)، حيث يتم بيعها للمربين بسعر التكلفة.

رقابة غذائية

وعن خدمات التشخيص المخبري، بين السلمان أنها تقدم مجاناً من خلال المسح الوبائي العشوائي، وجمع العينات واستقبالها من المربين ومؤسسات القطاع العام، وجميعها يتم اختبارها وتشخيص المرض وتوصيف العلاج المناسب في جميع دوائر الصحة الحيوانية بالمحافظات والمناطق، وهناك 42 ألف عينة سنوياً.

وعن إجراءات المديرية فيما يخص المسح والتقصي الوبائي أوضح أن هناك خطة للمسح الوبائي سنوياً يتم اعتمادها لمعرفة الواقع الصحي للثروة الحيوانية، ورسم استراتيجيات التحكم والسيطرة (اليروسيلا – التوكسوبلازما – النهايات الضرع – طاعون المجترات الصغيرة – السالمونيلا – النيوكاسل)، وأيضاً هناك رقابة غذائية على كافة المنتجات الحيوانية المستوردة والمصدرة حسب المواصفات القياسية السورية، بالإضافة إلى وجود خطة لاختبارات قياس المستوى المناعي بعد التحصين لبعض الأمراض (الحمى القلاعية – داء الكلب).

حجر صحي

السلمان تحدث عن وجود حجر صحي بيطري للمعابر الحدودية البحرية والبرية والجوية، بحيث يتم أخذ العينات للمنتجات الحيوانية المستوردة وحجر الحيوانات الحية ولايفرج عنها حتى تثبت سلامتها حسب قانون حماية الثروة الحيوانية، ويبلغ عدد المعابر المعتمدة 21 معبراً، العامل منها حالياً 9 معابر (مطار دمشق ومطار باسل الأسد ومطار القامشلي ومطار حلب – موانئ اللاذقية وطرطوس ومعبر نصيب ومعبر الجديدة والبوكمال والدبوسية والعريضة ومعبر جوسة)، ويتم أخذ العينات من قبل العناصر الفنية البيطرية وإرسالها للاختبار بالمخابر المعتمدة لدى الوزارة. أما بالنسبة للمنتجات الحيوانية المصدرة يتم اختبارها حسب المواصفات الفنية المعتمدة ومنحها شهادة صحية بيطرية دولية، مؤكداً أنه لا يتم منح أية إجازة استيراد من قبل وزارة الاقتصاد للحيوانات والمنتجات الحيوانية إلا بعد الحصول على موافقة فنية بيطرية من قبل قسم الحجر البيطري بالمديرية وحسب القوانين والقرارات الناظمة للصحة الحيوانية.

وحول سؤالنا عن دور الحيوانات بنشر فيروس كورونا covid-19  بيّن السلمان أنه حسب تقارير المنظمة العالمية الصحة الحيوانية أنه لا يوجد أي دليل علمي على نشر أو المساعدة في نشره من قبل الحيوانات الزراعية والأليفة.

إجراءات وقائية

وبخصوص ما حصل مؤخراً في محافظة اللاذقية من نفوق عدد من الأبقار والإجراءات التي قامت بها المديرية لمعالجة الموضوع،  أشار السلمان إلى أنه ظهرت مؤخراً بؤرة لالتهاب الجلد العقدي عند الأبقار في منطقة جبلة، وهذا المرض اجتاح نصف مساحة العالم، وهو من الأمراض الفيروسية العابرة للحدود من أفريقيا وآسيا وجزء من أوروبا، ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، والمنزل عن طريق الحشرات الراشفة للدم. وقد حضرت لجنة من مديرية الصحة الحيوانية إلى مكان الإصابة، وتم اتخاذ عدة إجراءات للسيطرة على البؤرة ومنع انتشارها، كما تم عزل الحيوانات المصابة وتقديم الخدمات العلاجية الخاصة بها، ومنع تنقل الحيوانات إلى المناطق والمحافظات الأخرى لحصار المرض، بالإضافة إلى تحصين الأبقار المخالطة للمناطق المجاورة باللقاح “جدري الماعز” والمعتمد من المنظمات الدولية المختصة بالثروة الحيوانية، كما أنه من بين الإجراءات مكافحة الحشرات الراشفة للدم كونها تشكل العامل الناقل للمرض بالتعاون مع الوحدات الإدارية واتحاد الفلاحين بالمحافظة، وتزويد دائرة الصحة الحيوانية ببعض الأدوية العلاجية والمطهرات الخاصة بالمرض، إضافة إلى إقامة الندوات والتوعية الإرشادية لدى المربين بآلية المرض وطرق انتشاره وكيفية السيطرة عليه بالتعاون مع الفنيين البيطريين بالمنطقة، والتوضيح بأن المرض فيروسي ونسبة الشفاء أكثر من 90% وعدم الانصياع وراء التجار الذين بثوا الهول والخوف من المرض لدى المربين، ما اضطرهم لبيع أبقارهم بأسعار زهيدة، كما تم بالتنسيق مع مديرية زراعة اللاذقية والمحافظة والجامعة عقد ندوة موسعة عن المرض وانتشاره عالمياً وإقليمياً ودولياً وطرق الوقاية منه، والأهم من ذلك كله تم استخدام المبيدات الفعالة والصحية في المكافحة من قبل محافظة اللاذقية بهدف مكافحة الحشرات ومناطق القمامة والبازارات الحيوانية والمستنقعات المائية، علماً أن تربية الأبقار في المنطقة كثيفة وتسجل ما يقارب 12 ألف رأس بقر، ونسبة الإصابة تجاوز 160 رأساً، والنفوق أقل من 1%، وحالياً الوضع مستقر وضمن العناية والمراقبة الدائمة، والأهم هو تعاون واستجابة الإخوة المربين للإجراءات المتخذة من قبل المحافظة.

مدير الصحة الحيوانية أكد على الاهتمام والدعم بقطاع الصحة الحيوانية وتنمية الثروة الحيوانية الذي توليه الحكومة اهتماماً، وتقديم كافة الخدمات الضرورية للحفاظ عليها وزيادة إنتاجيتها لأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي، فالوضع الصحي للثروة الحيوانية بشكل عام جيد، والفضل الأكبر يعود إلى المربين وتعاونهم مع كافة الكوادر الفنية العاملة على دعمهم وخدمتهم.