زواياصحيفة البعث

الواقع الرقمي والمسؤولية الجماعية!

 

لعل حديث السيد الرئيس بشار الأسد أمس الأول خلال اجتماعه بالفريق الحكومي المعني بمواجهة فيروس كورونا وتداعياته، عن انتقال العالم إلى الجيل الخامس من الاتصالات، وعن أتمتة الأشياء “.. حتى حياتنا أصبحت مؤتمتة وخاضعة للسيطرة الرقمية”.. لعل في هذا الحديث ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولية المضي في المزيد من الأتمتة واعتبارها أحد أهم الحلول للتحديات والمشاكل المتعاقبة والمستجدة.

فالحالة الرقمية لا مفر منها كتطور طبيعي، وهي إحدى الوسائل التي يمكننا من خلالها التحكم بالأشياء، وقد ارتبطت بشكل وثيق في تفاصيل حياتنا اليومية. وطالما عانينا عند الجنوح إلى العالم الرقمي، الا أن الواقع الذي فرضه تفشي فيروس كورونا مؤخراً، والأزمات المتعددة السابقة له والممتدة معه، شكل صدمات قد تساعدنا على التموضع بشكل أكثر قوة وتسارعاً في واقع الحياة المعاصرة والحديثة.

وقد يكون التمسك بالأدوات القديمة أحد أكبر المعوقات في حياتنا الراهنة، ولنصطلح على وصفها بالحياة الرقمية، فهي لا تستكين على القديم ليلة واحدة، فهناك من يطور البرمجيات والأدوات والوسائل والأشياء التي تخضع اليوم لنظام /0-1/، فليس كل قديم أفضل دائماً وإلا لما استمرت وتطورت الحياة.

واليوم، لم يعد خافياً على أحد محاسن الانتقال الى الأتمتة والتوجه الى رقمنة كل شيء، وما ينطوي عليه ذلك من تنظيم وضبط وتقليل من الهدر وتوزيع للمهام على القدر اللازم والكافي، وسد ثغرات كبيرة في النظم المسهلة للفساد، وسهولة كشف موطن الخلل ومعالجته بشكل افضل وأسهل وأسرع.. كل هذا لا يعني خلو التجربة الرقمية من الأخطاء، إلا انها أقل خللا وأكثر جدوى بكل تاكيد.

هذه العملية ليست سهلة ولا بسيطة التطبيق، خاصة وأنها تعتمد على مهارات وخبرات وثقافة مختلفة عن التي اعتاد عليها الكثيرون، وربما البعض لن يستطيع التأقلم أبداً، وسيتعثر آخرون لكن الأغلبية ستتجاوز المرحلة وتندمج بالحالة الجديدة.

ويتطلب الأمر وعياً جماعياً واتفاقاً ضمنياً وعلنياً على ضرورة المضي بالتطوير، والدخول من بوابة المعرفة وأن تطوع كافة الأدوات لخدمة الانسان/المواطن، ورفاهه وضمان تحقيق متطلباته وحاجاته والسخاء في مرحلة تطبيقها وتوظيف من يشكلون حوامل لها، والجرأة في اتخاذ القرارات والمبادرة الجدية لان الفرصة سانحة. ورغم أننا متأخرون إلا أن وصولنا الآن خير من الانتظار على أعتاب الزمان المتسارع نحو الأجيال المتتالية من التكنولوجيا.

بلال ديب