الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بكين: بومبيو كاذب.. وعدو أمريكا هو فيروس كورونا

ردّت الصين على المزاعم التي وجّهها إليها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالوقوف وراء جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، واصفة إياها بالكاذبة، فيما كشفت البيانات الجمركية الصينية، أمس الخميس، عن حجم وأرقام التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأميركية في فترة الممتدة بين كانون الثاني ونيسان من العالم الحالي، والتي أشارت إلى انخفاض بنسبة 15.2%.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ: إن بومبيو يعمد إلى مواصلة الكذب فيما يتعلق بجائحة كورونا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن بلادها التزمت الشفافية إزاء تفشي فيروس كورونا.

وتابعت الدبلوماسية الصينية أن الادعاءات التي تأتي بحق الصين على لسان مسؤولين أمريكيين كبار بهذا الشأن “لا أساس لها”، وأعربت عن دعم بلادها لجهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى تحديد مصدر الفيروس المستجد، محمّلة الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى المسؤولية عن محاولة تسييس الموضوع واستغلاله لمهاجمة بكين.

وذكرت تشون يينغ، في معرض تعليقها على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قارن جائحة كورونا بالهجوم الياباني على بيرل هاربر وأحداث 11 أيلول 2001، أن العدو الذي تواجهه الولايات المتحدة هو الفيروس وليس الصين.

وكانت هوا أكدت، في تصريح سابق، أن الاتهامات والمزاعم الأمريكية حول تسرب فيروس كورونا من أحد المختبرات الصينية لا تستند إلى أي أدلة، وقالت: إن وزير الخارجية الأمريكي لا يمكنه تقديم أدلة على مزاعمه بتسرّب فيروس كورونا المستجد من مختبر صيني لأنه لا يملكها، مشددة على أن مصدر المرض مسألة يجب أن تترك للخبراء العلميين بدلاً من سياسيين يكذبون باسم ضرورات السياسة الداخلية.

وزعم بومبيو، الأربعاء، أن الحكومة الصينية تسترت على تفشي كورونا في مدينة ووهان، ما أدى، حسب قوله، إلى وفاة مئات الآلاف في مختلف أنحاء العالم جراء الجائحة، مضيفاً: إن هناك “أدلة ملموسة” على أن الفيروس المستجد صنع في مختبر صيني، لكنه لم يقدّم أي دليل على صحة مزاعمه.

كما أكدت هوا معارضة بلادها التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية، وذلك رداً على سؤال حول قرار الخارجية الأمريكية إرجاء رفع تقرير للكونغرس يقيّم ما إذا كانت هونغ كونغ تتمتع باستقلالية كافية عن الصين بما يسوغ استمرار حصولها على معاملة خاصة من الولايات المتحدة.

وكانت الصين نددت في وقت سابق بتدخل واشنطن في شؤون هونغ كونغ الداخلية وتجاهلها القانون الدولي والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، كما استدعت الخارجية الصينية القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بكين وقدّمت له احتجاجاً رسمياً على التصريحات والأفعال المتعلّقة بتعديلات حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة على قانون المجرمين الهاربين وقانون المساعدة القضائية المتبادلة في المسائل الجنائية.

ويرى خبراء روس أن الاتهامات الأميركية للصين بشأن فيروس كورونا قد تؤدي إلى حرب باردة، وأكد فيودر لوكيانوف، المدير العلمي لنادي فالداي الدولي للحوار، أن خطاب واشنطن القاسي والمبطن بمحاولات اتهام بكين بالمسؤولية عن الوضع المتعلق بجائحة كورونا، يمكن أن يرتقي بالمواجهة إلى مستوى الحرب الباردة.

وأكد لوكيانوف، في ندوة دولية افتراضية عقدها النادي عبر الإنترنت، أمس الخميس، أن هذا الاحتمال خطير للغاية، وليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة والصين فحسب، وإنما بالنسبة للمجتمع الدولي برمته، وألمح قائلاً: “نحن ما زلنا في البداية، وإننا نستمع إلى الخطب اليومية للرئيس ترامب ووزير خارجيته بومبيو، ونرى أنها نوع مختلف تماماً من الهجمات على الصين”، مضيفاً أنه “من الواضح أن الفيروس نفسه حجة، وسيتم استخدامه ضد الصين قدر الإمكان”.

وأشار  فيودر لوكيانوف إلى أن تعاطف موسكو لن يكون إلى جانب واشنطن في حال تصعيد تلك المواجهة، مؤكداً أنه “لا توجد أسباب للتعاطف مع أميركا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن روسيا ليست طرفاً رئيساً في كل هذا”، كما توقّع: إن “الشكل المحتمل للحرب الباردة بين أميركا والصين، يمكن أن يجبر العديد من أعضاء المجتمع الدولي على الانقسام إلى معسكرين متنافسين بشدة”، مضيفاً: إن “هذه المواجهة ستدفع جميع المشاركين، سواء كانوا من البلدان الكبيرة أو المتوسطة الحجم، عن قصد أو عن غير قصد، إلى ما يتعيّن عليهم اختياره، كما كان الوضع سابقاً في الحرب الباردة، وهذا ليس النموذج المناسب للعالم في الوضع الراهن”.