الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أمهات صغيرات في دراما 2020

هي عطر يفوح شذاه، وعبير يسمو في علاه، وزهر يشمّ رائحته الأبناء، وأريج يتلألأ في الوجوه، ودفء وحنان وجمال وأمان، ومحبّة ومودّة، رحمة وألفة، أعجوبة ومدرسة، شخصية ذات قيم ومبادئ، هي الإحساس الظريف، والهمس اللطيف، والشعور النازف بدمع جارف، هي الأم التي لم تتخل الدراما السورية عن الاهتمام بها يوماً، ومنحتها القدر الكبير من أعمالها وأبدعت في الإضاءة على قدسية عطائها، فلا يكاد يخلو عمل من حضورها، حتى أنها كانت في بعض الأعمال المحرك الرئيسي للعمل وجسدتها الكثير من الفنانات القديرات مثل الراحلتين نبيلة النابلسي وهالة شوكت ومنى واصف ونادين وثناء دبسي وضحى الدبس وصباح الجزائري وسلمى المصري ومها المصري وسامية الجزائري وغيرهن الكثيرات.

ولم تقتصر الأعمال السورية على حضور الأم في عمرها المتقدم، بل حاولت دراما هذا العام تقديم الأم في أولى مراحلها العمرية وإظهار شعور الأمومة على أنه شعور لا يحدّه سن ولا مرحلة عمرية، إذ كان لحضورهن المميز تجسيد ناجح ومهم للأمومة وكيفية تضحياتها أمام أولادها، حيث جسدت الفنانة الشابة نادين قدور أم المطران هيلاريون كبوجي في مراحله العمرية الأولى في مسلسل “حارس القدس” – تأليف حسن م. يوسف وإخراج باسل الخطيب – ومن الواضح أن الدور تطلب منها جهداً كبيراً، وقد نجحت في أدائه وأبهرت كل من شاهدها فكانت الشمعة المقدسة التي أضاءت ليل حياة جورج الصغير والشاب – ربيع جان وإيهاب شعبان – بتواضع ورقة، وكانت الملاذ الأكثر أماناً رغم بعده، وبقيت جامعة كل طيبة الأرض عند هيلاريون الكبير – رشيد عساف – إلى آخر يوم في حياته.

استطاعت نادين قدور بهذا الأداء أن تلفت الجميع بحنانها وطيبتها، وخرجت من دائرة أعمالها الباقية مثل “فتت لعبت” و”أيام الدراسة”، ومسؤوليتها بدأت الآن بعد لعب هذا الدور المميز، وكما كتب عنها على صفحات التواصل الاجتماعي عليها أن تكون انتقائية وحذرة في اختيار أدوارها القادمة.

والأم الصغيرة الثانية هي الشابة جيانا عنيد التي حصلت على فرصة أن تكون زوجة المحقق ورد “محمد الأحمد” في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” – تأليف وإخراج فادي سليم – وأبدعت بالفعل في أن تكون الزوجة الحريصة على بيتها وعائلتها الصغيرة وعلى حضور الأب في متابعة يوميات ابنته الوحيدة “ميرا”.

حققت جيانا عنيد شهرة واسعة في أحد المواسم الدرامية الرمضانية وهي تحلق شعرها على الصفر من أجل مسلسل “خاتون”، ولكن من المؤكد أنها لفتت الأنظار أيضاً بدورها اللطيف كأم جميلة، وحصدت آراء تشجيعية للخوض في أدوار مماثلة أو تليق بهذه الموهبة، وهذا سيحملها أيضاً عبئاً في اختيار أدوار تليق بها لتأديتها وتكون بمثابة هذا الدور المميز.

جُمان بركات