ثقافةصحيفة البعث

أدب النصيحة.. هذه الحقيقة الساطعة !

أكرم شريم

المرأة أولاً:

هذا (بروتوكول) عالمي متفق عليه ومعروف جيداً محلياً وإقليمياً وعالمياً، والأسباب كثيرة ومهما عددنا منها هنا فسيبقى الكثير منها لم نذكره!.. فقد خلق الله البشرية واعتمد على المرأة!، فالمرأة وكما هو معروف هي التي تلد البشرية جمعاء!، فينزل الإنسان من رحم أمه قطعة لحم صغيرة، لا يرى ولا يسمع ولا يعرف ما يرى أو يسمع، وتبدأ الأم المرأة بالتنظيف اليومي وعدة مرات، والإرضاع اليومي وعدة مرات والتقبيل وبالحنان الأمومي الدافئ طوال الوقت، وبالاستيقاظ الطبيعي ليلاً لمراقبة وضع جنينها وحبيب قلبها في سريره الخاص، سواء المعلق في السقف كما كانت العادة سابقاً أو الموضوع بقربها وقرب قلبها ونبض مشاعرها.

هذا الكلام ينطبق على كل إنسان منا، فضلاً عن الاهتمام بإطعامه حين يبدأ يأكل، واستمرار التنظيف، هذا الأمر الذي يستمر لسنوات بعد ولادته، سواء التنظيف المباشر أو الإشراف عليه وتعليمه التنظيف. والأهم أنه يظل في قلبها وتحت رعاية وإشراف كل مشاعرها، ويتم ذلك باستمرار وفي كل مكان في هذا العالم!. الأمر الذي يوجب علينا أن نفرح حين تولد لنا ابنة، فهذه الابنة الحلوة هي ماما الصغيرة، التي تبدأ منذ طفولتها الأولى تساعد ماما في كل أعمالها المنزلية وتخدم والدها وإخوتها وبكل سرعة ورضى ومحبة!.

ليس فقط أن نفرح حين تولد لنا ابنة، ولكن أيضاً أن نقيم فرحاً بولادتها، أي أن نحتفل بولادتها ونقدم الحلوى لكل ضيوفنا من الأهل والأقارب والجيران فقد ولدت لنا ماما الصغيرة، وهل يوجد في هذا العالم أحلى وأروع وأهم من ماما؟!.. وجِّهوا هذا السؤال إلى كل إنسان في هذا العالم، رجالاً ونساءً، شباباً وبناتاً وأطفالاً، هل يوجد في هذا العالم أحلى وأروع وأهم من ماما الحلوة؟!. وسيأتيكم الجواب نفسه دائماً: لا.. لا يوجد ماهو أحلى وأروع وأهم من ماما الحلوة أبداً!.

وعلى الرغم من كل ذلك، فهي حين تتعلم، وتحصل على أعلى الشهادات، وحين تعمل في مجال عملها وتستمر تعمل فيه عشرين سنة أو ثلاثين سنة، فهي لا تصبح وزيرة ولا حتى مديراً عاماً إلا صدفة وربما واحدة ولاغير، وذلك لعدم الثقة بها فقط لأنها امرأة، الأمر الذي يجعلنا نطالب بعلاج هذه الذكورية المريضة عند الطبيب النفسي، وخاصة وأن المرأة إذا استلمت المناصب العليا، فهي ليست لديها المصالح الشخصية والوساطات الخاصة: (والبراني والجواني)، ومع ذلك فهي في حياتها وعملها أكثر صبراً وأكثر عطاء، وأكثر تنازلات وأكثر تضحيات وأكثر خدمات وأكثر طيبة وحناناً وصدقاً في كل ما تفعل.

وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يصبح لدينا عشر وزيرات على الأقل في حكومتنا الرشيدة القادمة وشكراً!.