الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. فقدان 20 مليون وظيفة في أميركا

سجّلت الولايات المتحدة الأميركية قرابة 1.3 مليون إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، إلى جانب أكثر من 77 ألف حالة وفاة، لكن على الرغم من هذه الأرقام المرتفعة فإن البيت الأبيض مستمر منذ أيام على الضغط باتجاه استئناف النشاط الاقتصادي في البلاد، ما جعل المغردين يطلقون حملة جديدة تسخر من الرئيس دونالد ترامب وتنتقد طريقة تعامله مع القضايا الرئيسية في البلاد، تحت عنوان: “”دونالد ترامب هو نوع الرجل”، حيث قام المغّردون باستكمال الوسم بعبارة تصفه.

أحد المغرّدين وضع صورة كاريكاتير لترامب بجانب قبور ضحايا كورونا في الولايات المتحدة، وعلّق عليها بالقول: “دونالد ترامب هو نوع الرجل الذي سيقتل حتى أنصاره”، وتغريدة أخرى قالت: “دونالد ترامب هو نوع الرجل المهتم بشأن تقييماته أكثر من الـ75 ألف شخص الذين ماتوا بسبب جهله”، فيما قال مغرّد آخر أيضاً إن “دونالد ترامب هو نوع الرجل الذي لا يهتم بأحد إلا بنفسه”.

وأيضاً ترامب، بحسب المغردين، هو نوع الرجل الذي يبدأ مؤتمراً صحفياً عن وباء قاتل بعبارة “يوم رائع”.

ويُتهم ترامب بتقليله من خطر الوباء، ثم إصدار توجيهات متضاربة ومشوَّشة، راوحت بين الدعوة للحيطة، والتسرّع في استئناف النشاط الاقتصادي، خاصة بعد أن دمّر إغلاق البلاد 20.5 مليون وظيفة أميركية خلال شهر نيسان الماضي فقط، أي أنه قضى على جميع الوظائف التي تمّ خلقها خلال العقد السابق، في أكبر اقتصاد في العالم، حسبما أفادت وزارة العمل الأميركية.

ودفع هذا الانهيار غير المسبوق معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 14.7%، بما يتجاوز بكثير الذروة التي بلغها في أواخر عام 2009 خلال الأزمة المالية العالمية، مقارنة بـ4.4% في آذار، ويؤكّد خبراء الاقتصاد أن الأرقام الرسمية تجافي الواقع، وتقلّل من حجم الخسارة الحقيقية في الوظائف. ويستند هؤلاء إلى كون الوزارة المعنية جمعت بياناتها في منتصف الشهر الماضي، لكن حالات التسريح من العمل واصلت ارتفاعها منذ ذلك الحين. يضاف إلى ما سبق أن بيانات البطالة الرسميّة لا تحتسب إلا الذين يبحثون عن وظائف، وهو أمر صعب في وقت يتم فيه تشجيع الأميركيين على البقاء في المنزل.

ويشير تقرير وزارة العمل الأميركية إلى أن الانخفاض في الوظائف غير الزراعية كان الأكبر على الإطلاق منذ عام 1939، في حين أن معدل البطالة سجل أعلى مستوى وأكبر زيادة شهرية منذ عام 1948.

وانخفضت العمالة بشكل حاد في جميع قطاعات الصناعة الرئيسية، مع خسائر فادحة في الوظائف في الأعمال المرتبطة بالعطلات والضيافة، حيث كان هذا أول قطاع يتحمل وطأة تأثير عمليات الإغلاق.

ومع ذلك، لاحظت وزارة العمل أن بعض العمال تمّ تصنيفهم بشكل خاطئ في التقرير على أنهم يعملون عندما كان ينبغي اعتبارهم مُسرحين. فلو تمّ إدراجهم بشكل صحيح، لكان معدّل البطالة أعلى بنحو خمس نقاط مئوية.

وسجلت الولايات المتحدة، الاقتصاد الأول في العالم، أكثر من 30 مليون طلب للحصول على إعانات البطالة منذ بداية انتشار الفيروس، ما يعكس الضغوط على سوق العمل في مواجهة الجائحة والتداعيات الاقتصادية الناتجة عنها، ما يبدد آمال ترامب في العبور إلى ولاية ثانية.

ورغم ذلك، لا يزال ترامب، والذي أخفق في إحداث خرق على مستويات أخرى أبرزها سياسة بلاده الخارجية، يعوّل على عودة الحركة إلى العجلة الاقتصادية للدفع في اتجاه انتخابه. وضمن مساعيه لتبديد قلق الناخبين، أفرج أخيراً عن توقّعاته الاقتصادية: سيكون الربع الثالث من هذا العام مرحلة “انتقالية”، وسيسجّل الربع الأخير “أرقاماً استثنائية”، على أن يكون العام المقبل “مُذهلاً”.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما انضم إلى حملة الانتقادات ضد ترامب مؤكداً أن إدارة خلفه لوباء كورونا تمثّل “كارثة فوضوية بشكلٍ كامل”، وأضاف: إن أثرياء جمهوريين “رفضوا التحذيرات” حول مخاطر الجائحة.