ثقافةصحيفة البعث

كريم النويلاتي: للمخرج مؤمن الملا الفضل في تقديمي للمُشاهد العربي

عرفه المشاهدون ولفت الأنظار إلى موهبة شابة تخط طريقها بنجاح حينما كُرّم كأفضل موهبة شابة للموسم الدرامي 2019 عن دوره في مسلسل “ناس من ورق” تأليف أسامة كوكش إخراج وائل رمضان، في حين يطل الفنان الشاب كريم النويلاتي في الموسم الدرامي الحالي من خلال مسلسل “سوق الحرير” تأليف حنان حسين المهرجي و من إخراج الأخوين مؤمن وبسام الملا.

“سوق الحرير”

يبيّن النويلاتي في حواره مع “البعث” أنه يجسد في مسلسل “سوق الحرير” شخصية حامد أجير زعيم السوق أبو طلال الذي يجسد دوره الفنان أسعد فضة والذي يعتمد عليه بكل شيء، مشيراً إلى أنه سعيد بمشاركته في هذا العمل المهم الذي تدور أحداثه في فترة الخمسينيات والستينيات، وبعمله تحت إدارة المخرج مؤمن الملا الذي يعود إليه الفضل في تقديمه للمُشاهد العربي وعبر شركة كبيرة ومحترمة كشركة ميسلون فيلم، مؤكداً أن هذا العمل سيحقق له نقلة نوعية، خاصة وأنه سيمتد إلى عدة أجزاء وستخضع شخصيته بدءاً من الجزء الثاني لتطور كبير ومهم في سير الأحداث، منوهاً بأن قصة المسلسل لفتته لأنها واقعية، وهي وإن حدثت في زمن الخمسينيات إلا أنها قصة لكل الأزمنة.

مريض شلل دماغي

يوضح النويلاتي أنه وعلى الرغم من خوضه تجارب سابقة إلا أنه يعد مسلسل “ناس من ورق” البداية الحقيقية له للأثر الكبير الذي تركه في أذهان المشاهدين من خلال تجسيده لشخصية سهيل، موضحاً أنه أدى في إحدى حلقات “ناس من ورق” دور مريض شلل دماغي، وكي يتقن الدور ذهب إلى مركز لمرضى الشلل الدماغي وجلس مع عدة حالات مصابة، فالتقط جزءاً من الشخصية، ثم تحدث مع الكاتب والمخرج حول أبعاد الشخصية، وكان الاتفاق على أن يكون سهيل طيباً ولطيفاً ومساعداً للناس ولديه مشكلة كبيرة هي أن أباه يعامله بقسوة، عكس أمه التي تراعي مرضه وتساعده إلى أن يحدث حريق في المبنى فيكتشفه سهيل وينقذ المبنى، فتتحسن معاملة أبيه له لإنقاذه أرواح قاطني المبنى، مشيراً النويلاتي إلى أن الشخصية كانت عميقة جداً، وقد تدرب عليها كثيراً، مبيناً أن المخرج وائل رمضان كان أباً له طيلة فترة التصوير، وكانت علاقته معه تقوم على الحوار والتفاهم وليس التوجيه فقط، مؤكداً أن علاقة الممثل مع المخرج يجب أن تكون جيدة وإلا فشل العمل ككل، في حين كانت الفنانة آمال سعد الدين التي تؤدي دور أمه في المسلسل أماً حقيقيةً له في فترة التصوير، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع النجاح الباهر للشخصية بعد انتهاء التصوير، ولم يشعر بذلك لحين عرض المسلسل، وقد تفاجأ بأدائه الذي قوبل بالمديح والإعجاب.

المعادلة الصحيحة

دخل الفنان كريم النويلاتي عالم التمثيل عبر بوابة معهد أكاديمي خاص بإشراف الفنان أحمد الأحمد الذي كان مقصداً لعدة مخرجين لاختيار ممثلين شباب للقيام بأدوار في أعمالهم، وقد تم اختياره أول مرة عبر مسلسل “فوضى” تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير إخراج سمير حسين لدور صغير، ومن ثم اختارته المخرجة ديانا فارس لفيلمها القصير “عريس” ومع هذا هو اليوم يدرس غرافيك ديزاين سنة ثالثة في الجامعة، مؤكداً أنه لم يفكر بالدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية لأنه يحب الدراما التلفزيونية أكثر بكثير من المسرح، وهو يسعى دائماً لأن يطور نفسه عبر التدريب ومشاهدة الأفلام والقراءة المستمرة التي تنمي خيال الممثل وتساعده في أداء شخصياته، مؤكداً أن الدراسة الأكاديمية دون الموهبة لا تكفي، كما أن الموهبة دون اجتهاد وبحث لا تساوي شيئاً، من هنا يحاول ويجتهد لتحقيق المعادلة الصحيحة، وهي الموهبة مع التدريب والاجتهاد لإيمانه أن الإبداع في الفن ليس له حد معين، وما من ممثل وصل إلى الكمال.

مخاطرة ومغامرة

لا يتردد النويلاتي بالقول: إنه يميل للتلفزيون أكثر من المسرح لأن الأعمال التلفزيونية برأيه تحكي عن وجع الناس وهمومهم، ولأنها تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة وتلعب دوراً توعوياً مهماً، وإن كان يؤسفه كممثل شاب عدم ظهور كتّاب شباب يكتبون أعمالاً شبابية، وبالتالي فإن غياب هذه النصوص يحول دون إتاحة الفرصة للفنانين الشباب لإظهار قدراتهم، وهو لايخفي أنه عانى في بداية دخوله الوسط الفني لأنه ليس خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث النظرة العامة من قبل شركات الإنتاج والمخرجين تميل إلى الخريج الأكاديمي، واختيار غير الخريجين من وجهة النظر العامة السطحية تعد مخاطرة ومغامرة، وهذه النظرة برأيه تستدعي منه دائماً بذل جهد مضاعف كي ينجح في المهنة، مع إشارته إلى أن الكثير من الفنانين السوريين غير خريجين، وهم من أنجح ممثلي سورية والوطن العربي.

علامة فارقة

يستعد كريم النويلاتي للمشاركة في مسلسل “بعد عدة سنوات” تأليف أسامة جنيد إخراج عبد الغني بلاط ويجسد فيه شخصية حسان الذي يعمل نجاراً، وهي شخصية أساسية في العمل تتصف باللؤم والغرور وتمر بعدة مراحل عمرية من عمر 17 حتى 31 عاماً، مبيناً أن فكرة تعدد المراحل العمرية فيه أثارته كثيراً لأنها تحتاج إلى جهد كبير في بناء الشخصية.

ويشير الفنان كريم إلى أنه يطمح إلى أن يشكل علامة فارقة في الدراما السورية بالنسبة لجيله، وأن يعمل مع المخرج هشام شربتجي لأنه علامة فارقة في الدراما السورية، وكذلك مع المخرجة رشا شربتجي لأنها مخرجة ناجحة بكل المقاييس، شاكراً كل من شجعه ودعمه وهم كثر ويخص: نور السيد، قمر النجار، دنيا سويداني، ماريا خليفة والفنانة ليا مباردي.

أمينة عباس