ثقافةصحيفة البعث

ياسمين صبري تتألق في “فرصة ثانية”

لفتت الممثلة ياسمين صبري انتباه المشاهدين في الوطن العربي إلى الدراما المصرية التي تألقت هذا الموسم بأعمال نوعية في تأديتها الشخصية المحورية في مسلسل “فرصة ثانية”، بدور ملك التي كانت ضحية خيانة خطيبها زياد –أحمد مجدي- فتسعى للانتقام منه بلعبة فقدان الذاكرة بعدما تعرضت لغيبوبة إثر حادث وقع لها من شدة صدمتها العاطفية، لتكرر فيما بعد قصة الحب معه بحكاية جديدة بعد ندمه متمسكاً بعودة الحب وصفح ملك عنه بمنحه فرصة ثانية  لتستعيد ثقتها به. واتخذ انتقامها صورة غامضة صعّدت الأحداث وغيّرت مجراها وقادت إلى انتحار ضحية أخرى تضاف إلى  ضحايا الحب.

من الواضح أن القصة غاصت بين المتخيل والمركب فغدت غير مقنعة ومبالغ بها، ولاسيما بمشهد اعترافها بالحقيقة وبأنها لم تفقد الذاكرة، إضافة إلى تشابك قصص حبّ ثانوية وخطوط درامية تتعلق بالدفء الأسري الذي جسده والد زياد – محمود البزاوي- بحميمية مغرقة بالحنان وكان له دور بالمنعطف الدرامي وكشف حقيقة ملك التي أخفتها عن الجميع من نظراتها، إضافة إلى التطرق إلى الاتجار بالمخدرات ومشكلات اجتماعية متكررة، إلا أن المشاهدين أحبوا العمل وحقق نسبة متابعة كبيرة لحضور ياسمين صبري الآسر معتمدة بالدرجة الأولى على تعابير نظراتها التي تفصح عن مكنوناتها، ومن ثم جمال شكلها وأناقة حديثها، ومما ساعدها على النجاح اشتياق المشاهدين إلى قصص الحب التي كانت مهيمنة على كلاسيكيات الدراما المصرية، إضافة إلى المنحى الرومانسي الذي ركز عليه المخرج  مرقس عادل إذ عمل على إطالة بعض المشاهد الرومانسية موظفاً الموسيقا التصويرية بأبعادها الرومانسية للموسيقي عمرو إسماعيل المعروف بالدمج بين أنماط موسيقية مختلفة وتقديم موسيقا رومانسية حديثة زادت من جمالية أهم الأعمال التلفزيونية والسينمائية المصرية في السنوات الأخيرة، فتوافرت كل عناصر النجاح ابتداءً من المخرج مرقس عادل الذي قدم أعمالاً ناجحة حققت نسب متابعة كبيرة، آخرها مسلسل “حواديت الشانزليزيه” والكاتب مصطفى جمال هاشم، وصولاً إلى متممات العمل الفني والمؤثرات، والأهم الاعتماد على نجومية ياسمين صبري بطريقة مبهرة بومضات لافتة مثل مشهد ذهابها إلى السينما مع زياد وبقائها أمام المرآة بفستانها الأسود الأنيق بمشهد يوحي بسرد منولوج روائي صامت.

الخط الموازي لياسمين صبري كان شخصية ريهام –آيتن عامر- التي تنتحر بعد أن طلقها زياد ويقودها ضعفها وانهزامها العاطفي إلى الموت في شقة زياد ليتهم بموتها، فيذهب العمل بمنحى التحقيقات ووقوف ملك إلى جانبه إلى أن تظهر براءته، لكن هل يمكن استعادة المشاعر بفرصة ثانية؟ وهل يكون الانتقام فرصة للنجاة من قسوة الحب القاتل والمدمّر أحياناً؟ هذا ما ستكشفه أحداث الحلقات الأخيرة، وما ستقرره الشخصيتان الرئيستان ملك وزياد، وما تحمله المفاجآت الدرامية؟.

ومهما كانت النهاية صادمة أو حزينة أو سعيدة تبقى شخصية ياسمين صبري هي الأقوى من الحبكة الدرامية بقدرتها النجومية، ولاسيما أنها تملك مؤهلات وتتسم بصفات تؤهلها للحفاظ على دور البطلة بالسينما والتلفزيون، فهي تنتمي إلى أسرة مثقفة وانطلقت من عالم الموديل والإعلانات إلى التمثيل، ومثلت مصر ببطولة السباحة ولقبت بسفيرة المرأة الإفريقية، وتم اختيارها لتكون من أجمل مئة امرأة بالعالم، وتمكنت خلال سنوات قليلة من اعتلاء سلم النجاح والشهرة.

ملده شويكاني