دراساتصحيفة البعث

الحرب التجارية لم تنته بعد …

ترجمة: عائدة أسعد

عن نيوزويك 16/5/2020

أظهر استطلاع جديد أجراه البنك الألماني “دويتشه بنك” أن 41 في المائة من الأمريكيين يقولون بأنهم لن يشتروا المنتجات المصنوعة في الصين، وأن 35 في المائة من المواطنين الصينيين لن يشتروا منتجات من أمريكا أيضاً.

هذا يدلل على أن عداء المستهلك في البلدين نتج عن انتقاد الحكومتين لبعضهما البعض بسبب سوء إدارة أزمة الفيروسات التاجية، وقد ينذر ذلك بتغيرات مستمرة في التجارة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

للوهلة الأولى يشير الاستطلاع في البيانات الضخمة للبنك إلى تزايد عدم الثقة في السلع الأجنبية الصنع، وإلى أن غالبية المستهلكين في البلدين غير مستعدين لتجاهل منتجات كل بلد.

ومن المحتمل أيضاً أن تتأثر عدم ثقة المستهلك الأمريكي بالصين بالحرب التجارية التي استمرت 18 شهراً بين البلدين ومليارات الدولارات من الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة لكل دولة.

في أوائل كانون الثاني 2020، عندما وقعت الولايات المتحدة على اتفاقية تجارية مع الصين أشارت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إلى ذلك بالقول: يجب أن نضع في اعتبارنا أن الحرب التجارية لم تنته بعد فالولايات المتحدة لم تلغ جميع تعريفاتها الجمركية على الصين ولا تزال الصين تنفذ إجراءاتها الانتقامية ومازال هناك الكثير من الشكوك حول مستقبل العلاقات، خاصةً بعد وباء فيروس كورونا.

لا تزال التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية بمئات المليارات من الدولارات، والآن يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعريفات جديدة وحتى بقطع الصفقة بأكملها مع الصين كوسيلة لمعاقبة البلاد على ما يُزعم أنه سمح بانتشار الوباء.

ورداً على ذلك اتهم مسؤولون صينيون ووسائل إعلام صينية رسمية الولايات المتحدة بإلقاء اللوم على الصين لتشتيت سوء إدارتها للوباء.

وكما تقول رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين: حتى خارج وباء كوفيد- 19من المحتمل أن تتعارض الدول حول التقنيات الجديدة والتكنولوجيا التي خلقتها الشركات الصينية التابعة للحكومة وحول الذكاء الاصطناعي وشبكات الهاتف المحمول فائقة السرعة من الجيل الخامس.

وأكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني عام 2019 أن المستهلكين الأمريكيين قد دفعوا ثمن الحرب التجارية، بينما ربح الاقتصاد الصيني 35 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019.

ويعتقد بيل دي مارتينو كبير مسؤولي العملاء في شركة سلسلة التوريد RiskMethods أنه بعد أن خمدت جائحة الفيروس التاجي ترغب الشركات في جميع أنحاء العالم أن تقلل من اعتمادها على الصين في منتجاتها  مع العلم أن حدوث خلل في الإنتاج الصيني يمكن أن يؤثر سلباً في تعطيل سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم.

وقال دي مارتينو: في مرحلة ما بعد الوباء سيكون هناك مجموعة من القوى والشركات التي ستنظر في خطر الاعتماد على الصين أو كونها تصنع كل شيء، وبالنسبة للمستهلكين يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على التقنيات الجديدة والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهذا سيجعل عملية الانتقال إلى الشراء أكثر جدوى، ما يعني أن المزيد من الدول مثل الولايات المتحدة ستبدأ على الأرجح في تصنيع المنتجات التي كانت تعتمد على الصين في تزويدها سابقاً.