دراساتصحيفة البعث

نظام هجرة فاشل….

ترجمة: هناء شروف

عن الأندبندنت 17/5/2020

 

من كثرة الأحداث- على الأقل المخاوف المتزايدة حول تعامل الحكومة مع جائحة كورونا- هناك أمور أخرى تتضاءل في أهميتها، منها نظام الهجرة في بريطانيا، كانت هناك بعض الاكتشافات المذهلة الأخيرة حول مدى فظاعة البيئة المعادية للحزب المحافظ، وهناك أسئلة طرحت في البرلمان خلال الأشهر القليلة الماضية كشفت أسباب فشل نظام الهجرة المطبق في بريطانيا حالياً.

تواصل الحكومة البريطانية مكافحة الوباء الحالي، وتوجّه معظم الاهتمام نحو الصحة العامة، لذا من السهل مرور الإخفاقات المستمرة التي تحققها الحكومة في ملف الهجرة مثل تحديد أعداد محددة للهجرة الذي أصبح تقريباً شيئاً من الماضي، على حد تعبير كيفين فوستر، وزير الهجرة الجديد، لكن الواقع أن الحكومة لا تمارس لعبة الأرقام فيما يتعلق بصافي الهجرة وعدد المهاجرين، ومع ذلك، من الغريب بالنسبة إلى المحافظين الذين وعدوا في بيان 2019 بالحد من الهجرة الإجمالية أن يتخلى الحزب عن وعوده بعشرات الآلاف من عدد المهاجرين، وأن يبقى الهدف العام كما هو، ما يعني أنه أول تأكيد رسمي بأن الحكومة غيّرت موقفها.

من أسباب الفشل أيضاً أنه ليس لدى وزارة الداخلية أي دليل على أنها تطبق القيود على حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي، إذ ترحّل المملكة المتحدة مواطني الاتحاد الأوروبي كل عام، لكن وزارة الداخلية لا تحتفظ بسجلات تحدد ما إذا كان هذا يمثّل انتهاكاً للحقوق المنصوص عليها في المعاهدات، كما أنه ليس لديها أي سجل لترحيل مواطني الاتحاد الأوروبي الذين ليس لهم سجل إجرامي، ولكن ربما انتهكوا استخدام الحقوق .

كانت فرق المشاركة المجتمعية الوطنية الحكومية تحاول “استدراج المهاجرين إلى جلسات تقديم المشورة، وإقناعهم بمغادرة المملكة المتحدة”، ومع ذلك، اتضح أن وزارة الداخلية لم تحتفظ بسجلات لمن حضر، ولم يكن هناك أي دليل على أن المهاجرين الذين التقوا بهذه الفرق يفتقرون إلى الحق بالبقاء في المملكة المتحدة، لذلك ليست البيئة المعادية غير أخلاقية فحسب، بل إنها غير فعالة أيضاً.

تدعي الحكومة أنها تريد بشدة استعادة السيطرة على الحدود، إلا أنها تواصل الإهمال من خلال الجهل أو اختبار قدرتها، إذا أرادت، على فرض بعض القيود على حرية التنقل، ما أسميه “خرافة حرية التنقل”، هي، بالفعل خرافة .

اعترفت وزارة الداخلية بالأخطاء التي ارتكبتها بدءاً من عدم اتباع إرشاداتها الخاصة باللجوء، لكنها لم تلغ قراراتها، وهنا الأمر يتعلق بالتقارير التي تفيد بأن وزارة الداخلية رفضت طلبات اللجوء، على عكس إرشاداتها، لأسباب تتعلق باختبارات خضع لها مقدموها، المتضمنة اقتباسات من النصوص الدينية لاختبار المهاجرين، ولكن على الرغم من الاعتراف بفشلها في حالات متعددة، وخسارتها عدداً من القضايا المترتبة على ذلك، لا يوجد دليل على أنها أبطلت قضية واحدة لاحقاً، أو أنها نجحت في تغيير أي من الأحكام الصادرة في هذه القضايا.

تواصل المملكة المتحدة مكافحة الوباء الحالي، ويتم توجيه معظم الاهتمام بحق نحو الصحة العامة، لذا من السهل ألا يعلم أحد بالإخفاقات المستمرة في ملف الهجرة التي تحققها الحكومة التي أظهرت قدرة رائعة على عدم التعلّم من أخطائها الماضية العديدة.

لا يمكن أن تثار الآمال إلا من خلال حزب العمل الذي يكتسب زعيماً جديداً، سير كير ستارمر الذي كان سابقاً وزير الهجرة في حكومة الظل، لأنه بوجود مثل هذا القائد المطلع والفريق المتمرس، من المرجح أن يتم فحص سياسات الهجرة الحكومية بطريقة قائمة على الأدلة، كما لم يحدث من قبل.