سلايد الجريدةمحليات

منغصات زراعية وعراقيل إدارية وجمعيات غائبة.. والفلاح “يا غافل الك الله”!!

لم يعد الفلاح قادراً على تحمّل نفقات المستلزمات الزراعية في ظل الغلاء الحاصل، حيث يعاني الفلاحون من ارتفاع كبير لأجور ساعات الحراثة، وارتفاع أسعار المبيدات الحشرية، وغيرها من الهموم التي تعتري القطاع الزراعي، ويؤكد فلاحون من ريف دمشق بأن أصحاب الجرارات رفعوا أجور الحراثة لتصل الساعة الواحدة إلى 6 آلاف ليرة، علماً أن الأرض تحتاج إلى فلاحة لأكثر من مرة في الموسم، ما يزيد الأعباء، لافتين في حديث لـ “البعث” إلى ضعف إنتاجية المحاصيل مقارنة بالنفقات المدفوعة على الأرض، وخاصة في ظل ارتفاع أجور النقل، والعمالة، وتحكم التجار بالأسعار.

وأشار الفلاحون إلى غياب دور الجمعيات الفلاحية، وتقصير الجهات المعنية تجاه المزارعين، حيث لا توجد أية متابعة أو تسهيلات أو تنظيم للعملية الزراعية، وخاصة تسويق المنتجات التي يتحدث عنها المعنيون بها كثيراً، لكن الواقع مختلف، معتبرين أن هناك معاناة حقيقية أثناء جني المحصول، وكيفية تسويقه، وغياب الأسواق.

وعن فكرة الأسواق الشعبية يوضح مزارعون بأن الفكرة إيجابية في حال طبقت بحذافيرها، والغاية الأساسية التي أحدثت لأجلها “من الفلاح إلى المستهلك”، وخاصة أن هناك أسواقاً لم يكن للفلاح مكان فيها، بل اعتمدت على الشراء من الأسواق، والبيع في الأسواق الشعبية ما أفقدها قيمتها.

ويبيّن رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف أن الاتحاد خاطب الجمعيات الفلاحية من أجل إعلام الفلاحين بما يتعلق بالأسواق الشعبية من أجل نقل المحاصيل وبيعها ضمن الأسواق الشعبية المحدثة، مشيراً إلى أهمية تلك الأسواق ومدى إيجابيتها كونها تساهم في تخفيض الأسعار، وتخفف الأعباء عن الفلاحين عند تسويق منتجاتهم.

ولم يغفل الفلاحون أصحاب الجرارات الزراعية معاناتهم أثناء تعبئة مادة المازوت، حيث يتطلب منهم تعبئة المخصصات بجراراتهم حصراً، وقطع 40 كم ذهاباً وإياباً من أجل الحصول على الكمية حسب قرار مديرية المحروقات، ما يشكّل استنزافاً للكميات وعدم الاستفادة منها، إضافة إلى تحكم أصحاب محطات الوقود واستغلالهم للظرف والقرارات الصادرة.

ويوضح خلوف بأنه سيتم الطلب من الجمعيات حصر عدد الجرارات ليصار إلى تسطير كتاب إلى المحافظة من أجل تأمين سيارات جوالة إلى القرى لتعبئة المخصصات.

ويأمل الفلاح في نهاية ما ذكر أن تلقى الكتب والمراسلات طريقها إلى التطبيق، وإنصاف الفلاح الذي يعتبر الحلقة الأضعف بين الحلقات الأخرى، حيث يستغرب الفلاحون عند سماعهم بأسعار منتجاتهم المرتفعة  في الأسواق، وخاصة أنهم يبيعونها بأسعار منخفضة للتجار الذين يستغلون المستهلك، ويرمون الكرة في ملعب المزارع الذي يردد بالعامية: “ياغافل الك الله”.

علي حسون