الصفحة الاولىصحيفة البعث

فنزويلا تتعهّد بحماية الناقلات الإيرانية

تحدّت فنزويلا تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتعهّدت بتوفير حماية عسكرية لناقلات النفط الإيرانية المتجهة إليها لتساعدها في أزمة الوقود التي تعاني منها، فيما عرقلت الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن الدولي مشروع بيان روسي يدعو إلى احترام سيادة فنزويلا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

فقد أعلنت فنزويلا عن قرب وصول ناقلات النفط الايرانية المحملة بالخام، رغم التهديد والتهويل الذي تمارسه الولايات المتحدة الاميركية للحؤول دون ذلك، ونشرت سفناً حربية وقطعاً أخرى لهذه الغاية، وأكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده لأيّ شيء وفي أيّ وقت من المواجهات مع واشنطن، معرباً عن شكره لطهران على دعمها بلاده.

من جهته، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير باديرينو: لقد أقمنا اتصالاً مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، وجميع تلك السفن، عندما تدخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة، سترافقهم قوارب وطائرات تابعة للقوات المسلحة الوطنية البوليفارية للترحيب بهم وتقديم شكر للشعب الإيراني على تضامنه والتعاون في خضم هذه الصعوبات التي تواجه البشرية جمعاء.

وكانت القوة البحرية الأميركية أعلنت الأربعاء عن توجيه 4 سفن حربية وطائرة “بي 8 بوسايدون” إلى البحر الكاريبي لاعتراض 5 ناقلات نفط إيرانية تنقل الوقود إلى فنزويلا.

ومع تحذير إيران الولايات المتحدة من التدخل في مسألة إمدادها فنزويلا بالطاقة، في رسالة وجهتها إلى منظمة الملاحة البحرية الدولية “أي ام او”، وأنها سترد بالمثل على أي تهديدات. أكدت مواقع رصد حركة الشحن البحري أن قافلة من خمس ناقلات إيرانية في طريقها نحو فنزويلا، وهي محملة بنحو 220 إلى 240 مليون لتر من البنزين.

واعتبرت الأمم المتحدة أن الدولة تمارس على منطقتها الاقتصادية الخالصة حقوقاً خاصة في الاستغلال واستخدام مواردها البحرية، لكن لا يمكنها أن تمنع دولاً ثالثة من حرية الملاحة والتحليق في هذه المنطقة.

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس اتخاذ إجراءات رداً على إرسال إيران شحنات وقود إلى فنزويلا، التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة ونقص كبير في البنزين.

وتملك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكّدة في العالم لكنها اقتصادها يعاني من انهيار بسبب الحظر الاميركي الجائر على الشعب الفنزويلي، فيما يقاوم مادورو لأكثر من عام الجهود التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة به.

بالتوازي، عرقلت الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن الدولي مشروع بيان روسي يدعو إلى احترام سيادة فنزويلا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وتضمن مشروع البيان رفض استخدام القوة أو التهديد بها وإدانة الإرهاب بشتى أشكاله واستخدام المرتزقة والتأكيد على جميع قرارات مجلس الأمن ذات الشأن، كما يدعو إلى تسوية الأزمة في فنزويلا عبر الحوار بين الفنزويليين دون أي تدخل خارجي وبطرق سلمية وسياسية في إطار دستور البلاد مع احترام سيادة فنزويلا ووحدة أراضيها.

وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: إن البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة قتلت مشروع البيان خلال تسع دقائق، متسائلاً فيما إذا بقيت أي أسئلة بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بموقف بناء تجاه فنزويلا؟، محذراً من أن التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا يشكل انتهاكاً لسيادتها وتهديداً مباشراً للسلم في البلاد وكذلك للأمن والاستقرار الإقليميين، وأضاف في كلمة عبر الفيديو: نعلم بشأن عقد تم توقيعه في الـ 16 من تشرين الأول الماضي من قبل نائب زعيم المعارضة اليميني خوان غوايدو والرئيس التنفيذي لشركة سيلفوركورب الأمريكية غوردن غودرو مقابل 200 مليون دولار أمريكي والهدف منه إزالة النظام الفنزويلي الحالي.

إلى ذلك، حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وصنع السلام روزماري دي كارلو من أن فرض عقوبات على فنزويلا سيزيد من حدة الأزمة في البلاد، موضحة أنه يعقد الوضع الحرج أصلاً في فنزويلا.