تحقيقات

الأكاديمية السورية للتدريب و التأهيل البحري و تطوير صناعة النقل البحري

بعد مضي أقل من عامين على إحداث الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري، فإن حصيلة ما تحقق في طور الانطلاقة على صعيد تطوير الخبرات والكفاءات البحرية أكاديمياً، والارتقاء بسوية القدرات الوطنية الملاحية، والشهادات البحرية السورية دولياً، كلها تحمل مؤشرات نجاح ملموس، بما يعكس الرؤية التطويرية لقطاع النقل البحري السوري التي تشكّل محور خطة عمل المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري، بما يوازي أهمية هذا القطاع الاقتصادية والملاحية والخدمية، ولتغدو الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري خطوة كبيرة على مسار التأسيس المتين لقاعدة أكاديمية يعوّل عليها كثيراً في رفد هذا القطاع الحيوي التنموي بالكفاءات الأكاديمية المؤهلة والمدربة والمزودة بكل الخبرات والمعارف والعلوم البحرية الضرورية لمواكبة التطورات العلمية المتلاحقة والمتسارعة التي يشهدها القطاع البحري عالمياً.

اعتراف بالشهادات البحرية
في لقاء “البعث” مع مدير عام المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري المهندس محمد أحمد أوضح أنه خلال أشهر قليلة تكمل الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري عامين على افتتاحها، وهو الإنجاز الذي أطلقته وزارة النقل في ٢٧- ٩- ٢٠١٨ ليحقق حلم البحارة السوريين، وليكون الإنجاز الذي أتى ثمرة لمكرمة السيد الرئيس بشار الأسد بإصدار القانون رقم ٣٤ لعام ٢٠١٧ .
وأوضح المهندس أحمد أنه بالتعاون والتنسيق بين المؤسسة والسلطة البحرية وبإشراف ومتابعة وزارة النقل، تم تحقيق الإنجاز على المستوى الدولي في منتصف عام ٢٠١٩ بدخول سورية اللائحة البيضاء للمنظمة البحرية الدولية lMO للدول المانحة للشهادات البحرية بعد تطبيقها الكامل للمتطلبات الدولية، وخاصة التطبيق الكامل للاتفاقية الدولية 78 STCW وتعديلاتها متضمنة تعديلات مانيلا لعام ٢٠١٠، ومن ثم الحصول على اعتراف الدول بالشهادة البحرية السورية، حيث استمر العمل الحثيث للحصول على اعتراف الدول بالشهادة البحرية التي تصدرها الجمهورية العربية السورية للبحّارة بمختلف رتبهم ومستوياتهم من شهادات الأهلية للبحّارة بجميع اختصاصاتهم ومهنهم، وشهادات الكفاءة لضباط السطح والمهندسين، وقد حقق اعتراف الدول، وكان آخرها منذ أيام بنما، بالشهادات البحرية السورية

السمعة الدولية
وأوضح مدير عام المؤسسة أن الاعتراف هذا يعتبر إنجازاً كبيراً، حيث إن بنما لديها أكبر أسطول سفن في العالم مسجّل تحت علمها، وأكبر مجموع لمحوّل السفن المسجّلة تحت علم دولة، كما أن عدداً كبيراً من البحارة السوريين يعملون على متن السفن التي ترفع علم بنما، الأمر الذي يتيح لهم العمل على متن هذه السفن بشهادات سورية معتمدة ومعترف عليها في العالم دون حاجتهم للجوء إلى الدراسة في الدول الأخرى، أو البحث عن أساليب أخرى للحصول على الشهادات البحرية، وتعرّضهم للابتزاز والرفض وتكبد تكاليف مالية كبيرة، وهذا الاعتراف بالشهادة البحرية السورية سيؤمن إيرادات إضافية للمؤسسة، وللسلطة البحرية السورية، إضافة إلى السمعة الدولية، وتوطين التدريب والتأهيل البحري، حيث مكّن الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري من افتتاح كافة الدورات الخاصة بضباط السطح والمهندسين مثل دورات ضابط نوبة ملاحية، وضابط نوبة هندسية، وضابط تقنيات الكترونية، وقد خرّجت الأكاديمية أربع دورات حتى الآن، وخلال شهر حزيران القادم سيتم تخريج الدورة الخامسة، وكذلك دورات الترقية لمستوى الإدارة لضباط السطح إلى مرتبة ضابط أول، وربّان، وللمهندسين إلى مهندس ثان، وكبير مهندسين، وسيتم تخريج الدورة خلال شهر حزيران القادم، وذلك بالتزامن مع افتتاح الدورة السادسة بتاريخ ٣١ أيار بعد السماح للأكاديمية بالعودة للعمل تنفيذاً للإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا .

رفع الكفاءة
لقد حققت الأكاديمية خلال الفترة القصيرة الماضية من إحداثها إنجازات في رفع سوية وكفاءة العاملين في البحر من خلال إقامة الدورات الفنية التخصصية الداعمة للخبرات والمهارات، ورفع الكفاءة، وخاصة في مجال التدريب على العمل على متن ناقلات النفط والغاز والكيماويات، وسفن الركاب، وأيضاً تأهيل المرشدين البحريين للعمل ضمن المرافئ والمصبات النفطية السورية، والدورات في مجال كفاءة إدارة الطاقة، والتحقيق في الحوادث البحرية وإدارة المخاطر، ودورات في مجال إدارة الشركات البحرية، حيث إن المؤسسة بمجال نشاطها حاصلة على شهادة الجودة ISO 9001 عام ٢٠١٥ ما مكّنها من تنفيذ أعمالها وفق المعايير الدولية وإدارة مواردها بالشكل الأمثل، إضافة إلى تدريبها لدورات في مجال أنظمة الجودة، وتعمل حالياً على تطبيق نظام الصحة والسلامة وفق معيار الجودة ISO 9001 لعام ٢٠١٨.

التحوّل إلى الربح
وبيّن المهندس أحمد أن الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري استقطبت متدربين وطلاباَ من دول عربية (الأردن واليمن)، مع التنويه إلى أن المؤسسة على المستوى الاقتصادي حققت خطوة نوعية مع إحداث الأكاديمية التي كان لها الدور الأساسي في تحويل المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري من مؤسسة خاسرة إلى مؤسسة رابحة اقتصادياً، وتحقيق إيرادات تنمو بشكل مستمر سنوياً، الأمر الذي أدى إلى توفير الجهد والمال على البحارة السوريين والطلبة الدارسين، ما أسهم في وقف نزيف الأموال الوطنية للخارج .

فرص عمل
وفي المستوى الاجتماعي أكد مدير عام المؤسسة أن إحداث الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري وفّر فرص عمل للبحارة في قطاع النقل البحري، وعلى متن السفن، وفرص عمل كمدرسين ومدربين في الأكاديمية، حيث إن عدد المدربين الحالي في الأكاديمية هو ٢٤ مدرباً من ربّان، وكبير مهندسين، واختصاصيين في مجالات أخرى، وعلى مستوى مساهمة المؤسسة والأكاديمية في دعم شرائح المواطنين المستحقين فإنها تقدم حسومات من الأجور إلى شرائح أبناء الشهداء وذويهم، والمسرحين من الخدمة الاحتياطية، والمنتسبين إلى نقابات العمال من القطاعين العام والخاص، علماً بأن أجور الدراسة في الأكاديمية السورية قليلة جداً، ولا تصل إلى نسبة ٢٥% من أجور الدراسة في الأكاديميات الأخرى، إضافة إلى توفير أجور السفر والإقامة في تلك البلدان.

مناهج متطورة
ولفت مدير عام المؤسسة إلى أن الأكاديمية أنجزت المناهج الدراسية الأساسية بالخبرات الوطنية المحلية، وتطمح لتطوير عملها وإحداث اختصاصات ودراسات جديدة تؤمن الطلب على العمالة في قطاع النقل البحري، كما تسهم المؤسسة في تطوير صناعة النقل البحري، بما يعكس الدور النوعي المحوري للأكاديمية التي تخرّج الكوادر البحرية المؤهلة بكفاءة عالية، مع تشجيع الاستثمار في قطاع النقل البحري، وصناعة النقل البحري والمهن والخدمات المرتبطة به.

مروان حويجة