الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الجيش الليبي يستعيد زمام المبادرة.. وإسقاط مسيرتين تركيتين

استعاد الجيش الوطني الليبي زمام المبادرة، وشن هجمات على تجمعات ميليشيات الوفاق في بلدة الأصابعة ومحيطها، وذلك بعد ساعات من سيطرة تلك المجموعات عليها، فيما تحاول قوات وميليشيات أردوغان السراج جاهدة السيطرة على مدينة ترهونة، التي تعتبرها مركز عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية. وشوهدت في الأيام الأخيرة تحشيدات تابعة لقوات الوفاق في محيط المدينة، وبالتحديد قرب مسلاتة، تمهيداً لمحاولة اقتحامها، وسط مخاوف من ارتكاب المجموعات المتشددة لجرائم بحق المدنيين والأهالي.

وبادر الجيش الليبي، وحسب بيان للناطق باسمه أمس الجمعة، إلى شن غارات جوية على مواقع قوات السراج، داعياً الأهالي إلى توخي الحذر والالتزام بالبيوت وعدم الخروج إلا للضرورة. كما شنت القوات الجوية الليبية هجوماً على تجمعات الميليشيات في قاعدة الوطية، التي سقطت في أيدي مرتزقة أردوغان الأسبوع الحالي.

وقبل ذلك قال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، إن الفرق الفنية في القوات الجوية تمكنت من صيانة وتمديد صلاحية 4 طائرات حربية كانت متوقّفة منذ فترة طويلة، وأضاف، في إيجاز صحفي، إن سواعد المهندسين والفنيين والخبراء الليبيين تمكنوا من إجراء العمرة والإصلاح، وقام الطيارون بطلعات تجريبية كانت ناجحة حسب معايير استخدام هذه الطائرات، وأردف: “إن النتائج ستكون باهرة لهذه الطائرات، وحان وقت استخدامها بكامل قوتها النارية”، ما يشير إلى قدرة القوات الجوية الليبية على استهداف ميليشيات أردوغان السراج رغم بعض التراجع الميداني.

ويأتي هذا الرد من قبل الجيش الليبي بعد إعلان صقر الجاروشي، قائد القوات الجوية التابعة للجيش الليبي، أن “جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة بليبيا هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو” مهيباً بالمدنيين الابتعاد عنها، وأضاف في بيان: إن سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا، وشدّد على أن الساعات المقبلة ستكون مؤلمة جداً على “المعتوه وأتباعه”، في إشارة إلى رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

وعقب تلك التحذيرات نقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن مسؤول في النظام التركي القول: “إن بلاده مستعدة تماماً للدفاع عن قواعدها وغيرها من المواقع الخاضعة لحمايتها باستخدام الطائرات بدون طيار والسفن الحربية”، والتي جرى نشرها بالقرب من طرابلس، وحذّر من أنه سيتم الرد على أية هجمات تستهدف الأتراك، موضحاً أن الرد يمكن أن يشمل مقر حفتر، في تهديد خطير هو الأول لمناطق شرق ليبيا الخاضعة لسلطة الجيش.

وفي وقت سابق، أسقط الجيش الليبي طائرتين تركيتين مسيرتين فوق مدينة ترهونة جنوب العاصمة، في ظرف ساعات، بعد أن قصفتا مواقع مدنية داخل المدينة.

وشنت ميليشيات أردوغان السراج قصفاً بصواريخ غراد على مدينة ترهونة سقطت في معظمها على الأحياء السكنية، وذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو دعمهما لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وطالبا أيضاً باستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا. ويرى مراقبون أن نظام أردوغان لا يزال يمارس سياسة المناورة في الملف الليبي، حيث يدعي سعيه لإحلال السلام ووقف إطلاق النار، في حين يقوم بتحريض ميليشيات الوفاق على التصعيد.

ومع تواصل عمليات القصف من قبل الميليشيات على المدينة منذ يومين، ندّد مجلس قبائل ترهونة في بيان بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والاستهداف الواضح للمدنيين والأحياء السكنية، وقال: إنه مصمم على مساعيه في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، ودعم جهود الجيش الليبي لتحرير العاصمة، محمّلاً مسؤولية ما سيحدث من جرائم لمجلس الأمن الدولي والبعثة الأممية والدول الداعمة للوفاق وخاصة النظام ومشيخة قطر، ودعا القيادة العامة للجيش لحسم المعركة، وعدم التفاوض مع من جلبوا الاستعمار لليبيا.

وتشهد ترهونة منذ أيام حصاراً ومنعاً لدخول المواد التموينية والأدوية واستهداف شاحنات المواد الغذائية، إضافة إلى الاختطاف على الهوية والنهب، وفق مجلس القبائل.

ويساند أردوغان حكومة السراج، المنبثقة عن اتفاق الصخيرات في العام 2015، والتي دخلت طرابلس في آذار 2016، واعتمدت في تثبيت نفوذها على ميليشيات تكفيرية. وأجج التدخل العسكري التركي الأوضاع في ليبيا، وانتقل الدعم من السرّ إلى العلن، عبر تسليح الميليشيات المتطرّفة بأسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة وقوات على الأرض وآلاف المرتزقة من فصائل سورية سبق أن شكّلتها الاستخبارات التركية، ومنها ما يسمّى “كتائب السلطان مراد”.

يشار إلى أن النظام التركي نقل أكثر من 17 ألف مرتزق إرهابي إلى ليبيا في سياق مخططه العدواني ضد الشعب الليبي، حيث يسعى أردوغان إلى تحقيق نصر وهمي في ليبيا متكئاً على مرتزقته الإرهابيين للتعمية على خيباته المتلاحقة في الخارج والداخل، وخصوصاً مع تدهور شعبيته إلى مستوى قياسي، على خلفية حملات القمع التي يشنها لتصفية معارضيه.