أخبارصحيفة البعث

أوروبا تخرج تدريجياً من العزل ومخاوف من موجة جديدة

تواصل أوروبا خروجها من العزل، بعد أسابيع من الشلل جراء انتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 345 ألف شخص في العالم، ولا يزال يتفشى، خصوصاً في أميركا اللاتينية، حيث ارتفعت حصيلة الإصابات عالمياً إلى 5 ملايين وأكثر من 408 آلاف، وبلغ إجمالي المتعافين مليونين وأكثر من 168 ألفاً. وفيما بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى أوروبا، تسود المخاوف من تفشي الفيروس على نطاق واسع في دول أميركا اللاتينية، التي تئن معظم دولها تحت أزمات اقتصادية واجتماعية.

ففي مدريد وبرشلونة، تنفّس السكان الصعداء، فبعد خضوعهم لتدابير عزل هي الأكثر صرامة في العالم لمواجهة الوباء، وبدأ سكان أبرز مدينتين في إسبانيا، أمس الاثنين، الاستمتاع بأولى تدابير تخفيف العزل، مع إعادة فتح الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي والحدائق. ومنذ ساعات الفجر، هرع عدد كبير من سكان مدريد إلى حديقة ريتيرو التي فتحت أبوابها للمرة الأولى منذ ستّة أسابيع.

وقالت روسا سان خوسيه (50 عاماً)، التي جاءت للتنزه مرتدية ملابس الرياضة وواضعة كمامة بيضاء اللون، “إعادة فتح حديقة ريتيرو تمنحني نوعاً من الهدوء وبعض الارتياح”.

وأُعيد فتح الشواطئ في قسم كبير من الساحل الإسباني، فيما تجاوزت إيطاليا مرحلة جديدة من رفع القيود، مع إعادة فتح قاعات الرياضية وأحواض السباحة، بعد أسبوع من إعادة فتح المطاعم.

وفي ايسلندا، عاودت المراقص والحانات والقاعات الرياضية العمل، وهو أمر نادر في أوروبا في الوقت الحالي. وفي الصباح، تمكّن الرياضيون أيضاً من العودة إلى قاعات الرياضة. وقالت هيلغا بيرغمان (55 عاماً): “من الرائع استئناف النشاط والعودة إلى روتيني اليومي”.

وفي اليونان، عادت الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي إلى استقبال الزبائن من جديد، قبل أسبوع من الموعد المحدّد لدعم قطاع المطاعم قبل عودة السيّاح منتصف حزيران.

وفي حيّ تيسيو قرب الأكروبوليس، استأنف سكان أثينا عاداتهم وعادوا لاحتساء قهوة “فريدو” المعروفة في اليونان تحت أشعة الشمس.

وفي العاصمة الأوكرانية كييف، استأنف المترو رحلاته، فيما أعلنت اليابان رفع حال الطوارئ، التي كانت لا تزال سارية في طوكيو، بهدف السماح بإعادة تحريك العجلة الاقتصادية في ثالث قوة اقتصادية في العالم، في وقت يتواصل فيه تراجع عدد الإصابات بكوفيد-19 في البلاد.

وفي الهند، استؤنفت الرحلات الداخلية بعد حظر استمرّ شهرين، لكن بشكل جزئي وفي ظل بعض الارتباك، مع إلغاء عدد منها في اللحظة الأخيرة. ومن بين الشروط للتمكّن من الصعود إلى الطائرة: قياس حرارة الجسم وتنزيل تطبيق الرصد الخاص بالحكومة. ورغم الإجراءات المتخذة، فإن التوتر كان واضحاً على موظفي مطار نيودلهي. وقالت موظفة: “الاحتكاك بهذا الكمّ من الأشخاص في هذه الفترة هو أمر خطير جداً. لقد تواصلت مع ما لا يقلّ عن مئتي شخص منذ الصباح”.

وفي كافة دول العالم، ينبغي احترام التباعد الاجتماعي لتجنّب حصول موجة إصابة ثانية، تخشاها منظمة الصحة العالمية.

وإذا بدا الوباء تحت السيطرة في أوروبا، ومتباطئاً في الولايات المتحدة، إلا أنه يجتاح بقوة أميركا اللاتينية، “بؤرته الجديدة”، وفق منظمة الصحة العالمية.

وتبدو البرازيل الدولة الأكثر تضرراً في القارة مع أكثر من 22600 وفاة. ورغم ذلك لم يتردد الرئيس البرازيلي، جاير بولسونارو، المناهض لتدابير العزل والتباعد الاجتماعي، في الاختلاط بحشود من الأنصار بدون وضع كمامة في برازيليا، فصافح العديدين منهم وحتى حمل طفلاً على كتفيه.

ومقابل تدهور الوضع في البرازيل، منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم أنه حليف بولسونارو، دخول المسافرين غير الأميركيين القادمين من البرازيل إلى الأراضي الأميركية.

ويُتوقع تخطي عتبة المئة ألف وفاة هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم، إلا أن رفع إجراءات العزل يتواصل بسبب الرغبة في تحريك العجلة الاقتصادية.

لكن في المكسيك، حذّر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من أن البلاد بلغت “اللحظة الأكثر ألماً من الوباء العالمي”، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية ستقضي على مليون وظيفة في البلاد خلال العام 2020، فيما صرح الرئيس التشيلي، سيباستيان بينييرا، لدى افتتاحه مستشفى ميدانيا أقيم بشكل عاجل في سانتياغو، أن النظام الصحي في تشيلي بلغ أقصى طاقته وبات “قريباً جداً من حدود” قدراته.

ومددت البيرو تدابير العزل حتى 30 حزيران، فيما مددت الأرجنتين العزل الإلزامي حتى 7 حزيران، في وقت ازدادت فيه الإصابات في بوينوس أيريس بخمسة أضعاف خلال أسبوعين.

وفي المقابل، تمكنت معظم المطاعم في ألمانيا من معاودة العمل، فضلاً عن بعض الفنادق في المناطق السياحية، بينما قرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإبقاء على كبير مستشاريه دومينيك كامينغز في منصبه، في خضمّ عاصفة سياسية بسبب خرقه تدابير العزل عندما توجّه إلى منزل والديه على بعد أكثر من 400 كلم من لندن في وقت كان يخشى فيه من أن يكون مصابا بكوفيد-19.