ثقافةصحيفة البعث

جورج عربجي: التشاركية الدرامية أمر ضروري!

“لابد من وجود تناغم بين كاتب السيناريو والمخرج لإنجاز عمل درامي ناجح”، هكذا يرى كاتب السيناريو جورج عربجي الذي صقل موهبته بدراسة علم النفس، فتمكن من تحليل سلوكيات الشخصيات وسبر أغوارها ورسمها على الورق بمهارة مركزاً على التفاصيل الدقيقة الموحية، فكان إبداعه بكتابة السيناريو ككل لايقل جمالية عن عمله برسم تصاميم قطع الماس، فبعد تجربته في “امرأة من رماد” لامس بشفافية الحرب الإرهابية والحدث الأكبر بتحرير حلب بعمله الذي حقق نجاحاً ومتابعة كبيرة “روزنا”، ثم انتقل إلى رسم شخصيات تدخل عوالم الدراما المشتركة السورية – الجزائرية في “ورد أسود” الذي عُرض ضمن أعمال موسم رمضان الحالي.

وفي حوار “البعث” مع السيناريست جورج عربجي، كانت البداية من مسلسل “ورد أسود” الذي عرّفنا إلى عوالم الدراما الجزائرية ونجومها مثل خالد بن عيسى- زهرة حركات – زكريا بن محمد – أميرة شرابي، وسألناه إذا كان راضياً عن الأداء، فأجاب: الفنانون الجزائريون أثبتوا جدارتهم وحجزوا لأنفسهم مكاناً هاماً في الأعمال العربية التي سبقت العمل المشترك “ورد أسود” السوري – الجزائري، الذي قدمته مع المخرج سمير حسين إنتاج شركة “ويلكوم”ـ وكانوا على قدر عال من التعاون في عمليات التصوير.

– طرحت المسائل الاجتماعية المتعلقة بأنواع الفساد والخيانات الوطنية بسرقة آثاره وعمليات غير مشروعة متداولة درامياً، لكن اللافت الشدات النفسية التي أدت إلى الانتقام بعنف فكيف تفسر ذلك؟

= جميعنا على الإطلاق يعاني من ترسبات سلبية وإيجابية في شخصيته منذ نشأته وتحديداً في مرحلة الطفولة (أي مرحلة صقل الشخصية)، وبعض تلك الترسبات قد تكون مستمرة وواضحة بأشد حالاتها إن وجدت لنفسها تربة خصبة، كالفساد والانحلال الأخلاقي، فتلك الترسبات هي نتيجة للبيئة التي نشأت بها الشخصية المعلولة بالسلبية، أو هذا الشر، أي أن السلبية أو العنف أو الشر هي صفات مكتسبة وليست متأصلة.

– نتوقف عند مرحلة الطفولة التي اعتمدت عليها كركيزة أساسية للتراكمات، فهل هذا جزء من رسالتك بمشروعك الدرامي؟

= نعم إن طفولتنا هي المسؤولة عما نحن الآن، ومرحلة الطفولة وتحديداً من السنتين إلى السبع سنوات من عمر الطفل هي المرحلة الأساسية بصقل شخصية الإنسان.

– كيف ترى التشاركية بين الدراما الجزائرية السورية، ولماذا لم تحقق حضورها القوي مثل التشاركية اللبنانية والمصرية؟

= التشاركية بين بلدينا أمر ضروري لتقارب الثقافات والمجتمعات، فقضيتنا واحدة وآلامنا وآمالنا واحدة، ونذكر قبل عقد من الزمن أو أكثر بقليل، لم تكن هناك تشاركية في الدراما السورية مع المصرية أو اللبنانية، إذ كان الأمر مستهجناً آنذاك، أما الآن فتشاركية الدراما السورية مع المصرية أو اللبنانية لم تعد غريبة من قبل المشاهد العربي. وبرأيي، بعد فترة قصيرة، ستصبح الدراما المشتركة أوسع مع باقي البلدان، وأعلم أن اختياري للتشاركية الجزائرية كان مغامرة، لكنها مغامرة محسوبة النتائج، فالمجتمعان تجمعهما تقاطعات كثيرة والنتائج التي توصلنا إليها كانت جيدة.

– قلت في أحد حواراتك إنك تعمقت بدراسة المجتمع الجزائري خلال إقامتك أثناء تنفيذ عمل ورد أسود، فهل تعكف حالياً على كتابة عمل جزائري؟

= في الوقت الحالي أنا قيد كتابة نصّ سوري، وأتمنى أن يحظى بإنتاج لائق، ولا توجد لدي خطة لكتابة عمل جزائري، وما لفت انتباهي في المجتمع الجزائري أن المواطن الجزائري ودود واجتماعي ومحب ومخلص لوطنه ، والعمل مع الجزائريين كان ممتعاً من حيث التعاون التام والجهوزية الحاضرة التي كانت تتحلى بها الشركة المنتجة لـ “ورد أسود”.

– تناقلت بعض الأخبار وجود جزء ثان لعمل روزنا – إنتاج شركة سوريانا – لكن ذلك مرهون بالإنتاج، فما مدى صحة الخبر؟

= لم ألمح إلى أن هناك جزءاً ثانياً لـ “روزنا”، وإنما سُئلت بعد العرض عن إمكانية التفكير بجزء ثان، وأجبت بأني لا أفكر بذلك، أما إذا طلبت مني الجهة المنتجة فمن الممكن أن أبدأ بالتحضير لكتابة جزء ثان، وحالياً لايوجد شيء من هذا القبيل.

– الدراما في الموسم الحالي تعرضت لانتقادات مختلفة رغم حضور بعض الأعمال القوية التي اتسمت بسمات الأعمال الناجحة فما رأيك؟

= من الظلم أن نقيّم الموسم الحالي في ظل الحجر الاحترازي الذي تسبب بتوقف بعض الأعمال عن متابعة التصوير. وبالمجمل في الموسم الحالي بعض الأعمال ترفع لها القبعة من حيث الاحترافية والمضمون، وبعض الأعمال يندى لها الجبين لكثرة انحطاطها.

ملده شويكاني