سلايد الجريدةصحيفة البعثمحليات

السلمية.. الرغيف مترد وطحين المخبز الآلي مليء بالنخالة!!

 

سلمية ــ نزار جمول

لم يعد المواطن يعي مدى تورطه بالمشكلات المعيشية التي تواجهه في ظل أزمة التصدي لوباء كورونا، بعد أن وضعها في سلة مهملاته التي امتلأت بالمعاناة تلو الأخرى، وأهمها حاجته لرغيف الخبز بعد أن فرضت ظروف الإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس آلية عمل جديدة لتوزيع المادة على المواطنين، عبر المعتمدين الجدد الذين جددوا طموحاتهم بزيادة الربح التي منحتها إياهم الأزمة والمعنيون بهذه الآلية التي أثبتت فشلها الذريع.. ففي مدينة سلمية، لم تلتزم المخابز الخاصة بتقديم رغيف يصلح للاستهلاك، والمخبز الآلي حاول إلزام ناقلي ربطات الخبز بشكل منظم حفاظاً على جودته، بعد أن عمد المعتمدون إلى تكديس ربطاته بشكل كبير، ما أثر على الطعم والرائحة، ليتحول إلى مادة غير صالحة للتناول.

ويبدو أن العودة عن الخطأ أضحت فضيلة من خلال إلغاء المعتمدين وافتتاح الأكشاك التي ينقل إليها الخبز عبر سيارات الفرن الآلي بشكل يحافظ على جودته بعد أن يوضع بأقفاص بلاستيكية، ولن يحتاج الكشك إلا لتنظيم الدور من خلال لجان الأحياء، لأن عودة هذه الأكشاك لها فوائد كثيرة يأتي على رأسها “الجودة والسعر النظامي للربطة”!!

وبجولة ميدانية في المخبز الآلي الذي يعمل بطاقته القصوى، تبين أن إدارة المخبز وكل عماله يسعون جاهدين لإنتاج الخبز الجيد للمواطن وبالطاقة القصوى، بالرغم من سوء الطحين الذي يمتلئ بالنخالة، إضافة لتأثر الخميرة بالعوامل الجوية، والأهم عدم التزام المعتمدين بنقل صحي لربطات الخبز، حيث ينقلون كميات كبيرة مخالفة لشروط نقل الخبز، وهذا يؤثر على جودة الخبز ويعرضه للتلف. ومن هذا المنطلق، اعتبر مدير المخبز إياد اليازجي أن العمل يتم بوتيرة عالية على خطوط الإنتاج الثلاثة طيلة أيام الأسبوع وأيام العطل، وبين أن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا أوجدت طريقة جديدة لتوزيع الخبز عن طريق المعتمدين، الأمر الذي أدى لنقل الخبز مكدساً بوضع أكثر من 1000 ربطة فوق بعضها بسيارة صغيرة، وبسبب ذلك وطول وصولها للمستهلك ستتأثر الربطات بطول الوقت وحرارة الجو، مما سيؤثر على جودة الرغيف، علماً أنه يجب تأمين صناديق بلاستيكية لنقل الخبز وبكميات قليلة محددة.

وأكد مدير المخبز أن المخصصات من الخبز تغطي المدينة وريفها، بعد أن تم زيادة مخصصات الفرن من الدقيق بزيادة 2 طن، مع العلم أن الطحين مستورد، وفيه شوائب ونخالة زائدة، وهذا الأمر له دور كبير على جودة الخبز، إضافة للتأخر في توزيع الخبز من قبل المعتمدين، وأوضح يازجي أن عمال الفرن يعملون بشكل متواصل ولساعات طويلة واصلين الليل بالنهار وفي أيام العطل من أجل تأمين رغيف الخبز للمواطنين، ورأى أن الحل لتوزيع الخبز بجودة جيدة يتمثل بالعودة إلى نظام الأكشاك، وعندها يتم التوزيع من قبل سيارات الفرن بشكل صحي يحفظ مادة الخبز، وتقديمها طازجة للمواطنين، كما يحفظ لهم حقهم بأن يحصلوا على المادة بدون أية زيادة على الأسعار، ولا تحتاج عودة الأكشاك، إلا للتنظيم من خلال التعاون مع مجلس المدينة ولجان الأحياء وتفعيل دورها، وبذلك يمكن أن تحل مشكلة الخبز بالنوعية وعدالة التوزيع والسعر، وهذا الأمر يحفظ للمواطنين حقوقهم كاملة.

بالعموم، فحتى يعود رغيف الخبز إلى جودتة المعتادة، بالتوازي مع عدم التلاعب بالسعر وبوزن الربطات، لا بد لكل الجهات المعنية في مجلس المدينة وشعبة حماية المستهلك في المدينة من قمع كل المخالفات ومحاسبة المخالفين بالقوانين الناظمة والرادعة، وتبدو العودة للأكشاك حلا أمثل مع الالتزام بقواعد السلامة والأمان لتنفيذ الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا!