الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

ترامب يهدد بإطلاق النار على المتظاهرين والاحتجاجات تتسع

امتدت الاحتجاجات، المستمرة لليوم الثالث على مقتل أمريكي من أصول إفريقية على يد الشرطة الأمريكية، إلى عدد من الولايات الأمريكية، بما فيها أوهايو، في وقت أطلق فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بإطلاق النار على المحتجين.

وأقدم المتظاهرون على إحراق مقر للشرطة في الدائرة الثالثة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، وأوضحت وسائل إعلام أميركية أن قوات الشرطة انسحبت أمام ضغط واتساع الاحتجاجات، مشيرة إلى أن حشوداً من المتظاهرين تجمعوا في كولومبوس عاصمة أوهايو واقتحموا مقر الحكومة المحلية، ورددوا هتافات تندد بجريمة قتل جورج فلويد، والتي تشير إلى أبعاد عنصرية للحادث، مطالبة بالتحقيق الفوري فيه.

وأعلن حاكم ولاية مينيسوتا حالة الطوارئ في عاصمة الولاية سانت بول ومدينة مينيابوليس، مستدعياً بذلك قوات الحرس الوطني لإخماد الاحتجاجات، فيما أكد عدد من المحتجين، الذين تظاهروا بالآلاف في مدينة مينيابولس، سأن هدفهم محاسبة الضابط الذي ارتكب الجريمة البشعة بقتل فلويد عبر خنقه، وليس إلحاق الضرر بالأشخاص أو الممتلكات.

شرطة كولومبوس اتخذت إجراءات مشددة لقمع المحتجين، وأطلقت رذاذ الفلفل عليهم في محاولة لتفريقهم.

وفي مدينة نيويورك، خرجت تظاهرة احتجاجاً على مقتل الشاب، رفع خلالها المشاركون الشعارات المندّدة بالتمييز العنصري في أميركا.

كما أعلنت الشرطة الأمريكية: إن 7 أشخاص أصيبوا بالرصاص، أحدهم على الأقل بحالة حرجة، بعد احتجاجات في لويفيل بولاية كنتاكي على مقتل امرأة تدعى بريونا تايلور بالرصاص في شقتها في آذار، وقال المتحدث باسم شرطة لويفيل لامونت واشنطن: إن الوضع في وسط المدينة “لا يزال مضطرباً وآخذاً في التطوّر”.

وفي لوس أنجلوس، أغلق متظاهرون لفترة قصيرة طريقاً سريعاً، كما قام بعضهم بتحطيم نوافذ سيارات الشرطة والصعود على سطحها.

وأثار مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل شرطة أمريكي يقوم بتعذيب شخص من أصول إفريقية قبيل وفاته غضباً عارماً في الولايات المتحدة، وأعاد إلى الذاكرة الانتهاكات التي ترتكبها الشرطة الأمريكية بشكل مستمر بحق الأشخاص ذوي الأصول الإفريقية.

وارتفعت أصوات في جميع أنحاء البلاد تطالب بإحقاق العدل، بينما طالبت عائلة جورج فلويد باتّهام رجال الشرطة المتورّطين بالقتل. وفيما طالب رئيس بلدية المدينة جاكوب فراي بنشر الحرس الوطني، فقد تساءل: “لماذا الرجل الذي قتل جورج فلويد ليس (موجوداً) في السجن؟”. وأضاف: “لو كنتم أنتم أو أنا من فعل ذلك لكنّا الآن وراء القضبان”.

وطلبت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي، والتي يهيمن عليها الديمقراطيون، من وزارة العدل “التحقيق في سوء سلوك ممنهج من جانب الشرطة، وذلك عقب موت عدد من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية على أيديها”، فيما قالت السناتورة كامالا هاريس، المدّعية العامّة السابقة لولاية كاليفورنيا، إنه “عمل تعذيب” و”إعدام علني” في مجتمع يتّسم بالعنصرية.

أمّا نائب الرئيس السابق، جو بايدن، المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، فرأى أنه “تذكير مفجع بأن هذا ليس حادثاً عرضياً، بل جزء من دوامة من الظلم المنهجي الذي ما زال قائماً في بلدنا”. وأضاف أن هذه القضية تذكّر بملابسات مقتل إيريك غارنر في نيويورك في عام 2014. وكان هذا الرجل مات مختنقاً، خلال قيام رجال شرطة بيض بتوقيفه لاشتباههم في أنه يبيع سجائر مهرّبة. وأدّت هذه القضية إلى ظهور حركة “حياة السود تهم”.

من جهتها، نددت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، بمقتل فلويد بعد اعتقاله بوحشية من قبل الشرطة، داعيةً واشنطن إلى التحرك.

في المقابل، وصف الرئيس الأمريكي المحتجين المطالبين بإحقاق العدالة بـ “البلطجية” وهدد بإطلاق النار عليهم، وقال: إنه تحدث مع حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتز وأخبره أن “الجيش معه طوال الطريق”.

وسرعان ما وضع  “تويتر” إشارة “تمجيد للعنف” على تغريدة ترامب.

وفي وقت سابق قرر حاكم ولاية مينيسوتا استخدام “الحرس الوطني” لقمع الاحتجاجات المطالبة بمحاسبة الشرطة على جرائهما العنصرية.

يذكر أن فلويد لفظ أنفاسه بعد أن قام أحد ضباط الشرطة بتثبيته على الأرض والضغط على عنقه خمس دقائق، فيما اكتفى مركز الشرطة في مينيابوليس بفصل الضباط الأربعة المتورطين في الجريمة من عملهم.