ثقافةصحيفة البعث

أعداء الشعوب ومن يناصرهم!

أكرم شريم 

من يستمع إلى الأخبار هذه الأيام، وما يجري هنا وهناك، وهذا يعتدي ويحتل، وذاك يهدد ويتوعد، وثالث يكذب ويقرر بناءً على الكذب، وشعوب تعاني ولا أحد يهتم بها، وحروب حولها وداخلها ولا أحد يساعد أو يشفق، وكل ما تفعله دول العالم والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إنما هو كلام وحسب: تصريحات وتعليقات ورفض واعتراض، وما أكثر الكلام وما أقل نفعه وخاصة في القضايا المصيرية للشعوب! وهذه بعض النماذج من هذه القضايا:

أولاً: هذا الفيتو الأمريكي المجرم الذي يمنع إدانة إسرائيل على الرغم من كل ما تفعله من هدم وقتل وتهجير وتشريد واحتلال مستمر واستيطان مستمر وخروج مستمر أيضاً على القوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة، والخاصة – خاصة – بحقوق الشعب الفلسطيني، وهل يقبل الشعب الأمريكي بهذا الفيتو المجرم، أم أنه محتل حالياً مع وجود هذا الرئيس الذي يتحدث الأمريكيون عنه، باستمرار، أنه حصل على الرئاسة دون وجه حق وبمساعدة أعداء الشعوب. إذن، إن الشعب الأمريكي لم ينتخبه، فمن وضعه؟ إنهم أعداء الشعوب والذين أعطاهم القدس والجولان، فكيف تقبل الأمم المتحدة بهذا الفيتو المجرم، والذي تشهد كل شعوب العالم على أنه فيتو مجرم وحقير وقاتل!

ثانياً: تشويه سمعة الفلسطينيين! فهذا المطرب والذي يدعي أنه فلسطيني وهو ليس كذلك، بل هو عكس ذلك، يغني ضد الآب والابن وتنتقده الكنائس، وكل ذلك لتشويه سمعة الفلسطينيين والذين لا يمكن على الإطلاق أن يفعلوا ذلك وكل شعوب العالم تشهد لهم بذلك!.

ثالثاً: الجميع يعلم كيف أن هذا العدو الصهيوني، وهو العدو لكل شعوب العالم، يخطط وينفذ وبشكل سري ومطلق السرية. وأضرب مثالاً على ذلك احتلاله للأراضي الفلسطينية، فالجميع يقولون “إن احتلال العدو الصهيوني للأراضي الفلسطينية قد تم في عام 1948″، ولكن الحقيقة أن هذا العدو الصهيوني قد بدأ يمهد ويدرس ويشتري البيوت والأراضي في فلسطين قبل النكبة بكثير، فقد بدأ الاحتلال منذ مؤتمر “سايكس بيكو”، والذي مهد لتقسيم بلاد الشام التي كانت دولة واحدة، وتشمل سورية والأردن ولبنان وفلسطين، حتى أصبحت فلسطين وحدها، وقام باحتلالها وبواسطة القتل والتهجير والتشريد والاعتماد على الخونة وما أكثرهم ممن يدعون أنهم عرب ومسلمون وفلسطينيون، وهم ليسوا كذلك، والحقيقة – وهذا ما يجب أن يعرفه العالم أجمع – أن بلاد الشام لو بقيت دولة متحدة لما كان بإمكان هذا الاحتلال القاتل والحقير أن يحتل شبراً واحداً منها وكيف يمكنه ذلك وبلاد الشام كلها دولة واحدة!

وهكذا تكون النصيحة اليوم: الحذر كل الحذر، وفي كل مكان في العالم، من أعداء الشعوب ومن يناصرهمن لأنه عدو للشعوب مثلهم، ومن كل ما يمكن أن يفعلوه بالشعوب لأنهم يخططون وينفذون وبشكل دائم ومستمر وبشكل سري ومطلق السرية!