دراساتصحيفة البعث

فرنسا لم تعد سوى دولة باهتة !!

ترجمة: هيفاء علي

عن لوغراند سوار 31/5/2020

“فرانس 24 -فرانس 5 – تي في 5” هي جزء  من القنوات العامة العديدة التابعة للدولة الفرنسية والممولة بالمال العام. وعليه، يتعين عليها الاستجابة التامة للمبادئ التوجيهية التي تصدرها الدولة الفرنسية، وإلا فلن يكن لها أي وجود، وأي أحمق سوف يفهم هذا الأمر.

أين هي “حرية التعبير” أو “الاستقلال التحريري” التي أثارتها السلطات الفرنسية وتبجحت بها عندما وجهت السلطات الجزائرية أصابع الاتهام إليهم؟  وهل هي غير قادرة على تحمل مسؤولياتها الواضحة في هذه المرحلة، وغير قادرة على مواجهة الاتهام الذي وجهته إليها السلطات الجزائرية الجديدة؟.

السلطات الفرنسية التي ردت على السلطات الجزائرية من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها التي توجهها على التحريض والتخريب هي استفزازات متتالية ومخطط لها و”حوادث” شنت ضد الجزائر، التي تسعى، مع ذلك  للحفاظ على  توازن العلاقات. هذا المفهوم الشوفيني، الأناني، حتى العنصري سيكون له عواقبه التي لا يمكن حتى للعقل الضيق لهؤلاء القادة إدراكها. هذه هي الفضيحة. يا له من سقوط. إنهم يخشون في هذه المرحلة الجدل السياسي الصريح مع المسؤولين الجزائريين ولا يجرؤون على استخدام الأساليب المارقة الخبيثة. كل هذه الأفعال السخيفة ستظل عديمة الجدوى، مثل كل الإجراءات السابقة، من خلال تجربتها المثبتة والمعترف بها ضد الإرهاب والتخريب.

في ضوء ما يحدث، ما نراه في إدارة الأزمة الصحية في فرنسا والقرارات المتخذة من وقت لآخر، من حيث الصحة الاجتماعية، نفهم الطبيعة البشعة لأساليب الحكم الحالية التي تتبعها السلطات الفرنسية. الحكم من خلال الخداع والاختلاس والتستر والعجز وعدم الكفاءة.

هل نتحدث عن هدف فرنسا “الاستعماري الجديد”  في مستعمراتها السابقة؟ ربما مع دول أخرى لا تزال تفتقر إلى القوة الظاهرة، ولكن بالتأكيد ليس مع الجزائر التي منحتها القدرات التي لا تمتلكها ولن تمتلكها أبداً لا سياسياً  ولا حتى عسكرياً.

إن مظاهر الغطرسة التي تبرزها ليست سوى التعبير عن عدم أهليتها للحكم والبت، وخاصة فقدانها للتأثير في المشهد الدولي إن لم يكن كيفية تفسير متابعتها المطلقة للمسائل الدولية والقرارات المتخذة! حتى قوانينها الداخلية، المعترف بها على أنها “ديمقراطية وحرية”، والتي صدرت منذ عقود، تم تحريفها من خلال التأثيرات الخارجية، من خلال جماعات الضغط الداخلية، إلى درجة أنها لم تعد تسيطر على مصيرها وأخلاقها! لم تعد تميز الخير من الشر ولا  الحقيقة من الحلم.

لقد دعمت “حقوق الإنسان” الفرنسية بشكل كبير الإرهابيين في سورية وليبيا، وشاركت فرنسا في اغتيال رئيس دولة ولم تندم يوماً على جريمتها هذه. لقد حصلت على حق من خلال كونها مسؤولة عما يحدث في مالي. إنها متورطة للعضم في تدمير رواندا. كما كانت ناشطة في قضية “ارش دو زوي” ونسيان ما يسمى بقضية “الممرضات البلغاريات”.. ودفع الفدية للإرهابيين.

ما الذي يمكن أن تفعله فرنسا اليوم، وهي في هذه الحالة المزرية؟ في أفريقيا، حيث تخسر يوماً بعد يوم وفي العالم حيث لا تكاد تذكر، حتى مع قدراتها النووية عديمة الجدوى (القدرة ضد من؟). خاصة مع الرئيس غير الناضج الذي يبدو أنه ينتظر التوجيهات، يحيط به رئيس وزراء معاق يبدو أنه هو الذي يدير الشؤون الحالية، ووزير خارجية متشدد ومضطرب غير قادر على إدارة سياسة خارجية ملتزمة ومتماسكة، وقبل كل شيء غير قادر على إدانة الملاحظات الجادة والمزعجة التي وجهها نائب فرنسي – إسرائيلي للسلطات الفرنسية.

في الجزائر، تسخّر السلطات الفرنسية عدداً قليلاً من الأشخاص المستعمرين الجدد والجشعين، والمتحدثين الذين غالباً ما يجهلون ما يتحدثون عنه، متخلفون دون كرامة أو قيمة، لكن وسائل إعلامها المضللة تحاول تسليط الضوء عليهم مع عدم الكفاءة القذرة. إن الجزائريين جميعاً يعرفون أن “سلع” fafa مغشوشة، وهي تسمية قديمة ساخرة لفرنسا الاستعمارية.  في النهاية، حتى الغبي يمكن أن يختار جانبه بين صانع القرار والتابع!.

وبينما يسجل آخرون في أوروبا نفسها نجاحات عديدة، تبدو فرنسا المتسخة والتي كانت جاثية على ركبتيها من قبل النازيين، حتى جاء شارل ديغول وأعاد لها كرامتها بمساعدة الحلفاء، تجرؤ على الاستهزاء بحماقة، وتدوس على كل شيء نصبه وطنيوها الحقيقيون بينما تسمح لنفسها بأن تفرض على الآخرين العلاج لمرضها العقلي الذي لا تستطيع علاجه.

فرنسا يا سادة لم تعد سوى دولة معوجة باهتة شاحبة تم اختزالها إلى دمية، ولا يمكن إنقاذها من الازدراء والغرق إلا من قبل الوطنيين الحقيقيين المهملين والمهمشين ومن قبل المهارات الحقيقية المهملة هي الأخرى.