الصفحة الاولىصحيفة البعث

مبادرة مصرية شاملة لتسوية الأزمة الليبية

بالتزامن مع إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة سياسية شاملة لإخراج ليبيا من أزمتها، أطلقت ميليشيات “الوفاق”، المدعومة من النظام التركي، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت، على بعد 450 كلم شرق طرابلس.

ويأتي تصعيد ميليشيات الوفاق بعد ساعات من قبول قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، خلال تواجدهما بالقاهرة، مبادرة اقترحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنهاء الأزمة الليبية، تدعو إلى “وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة السادسة من صباح يوم الاثنين المقبل، وإخراج المرتزقة الأجانب من كل الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات فيها وتسليم أسلحتها، والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، ووضع مصلحتها فوق أي اعتبار”، حسبما أعلن السيسي، والذي حذّر من أن جميع أشكال التصعيد الأخيرة في ليبيا تنذر بعواقب وخيمة لكامل المنطقة فلا يمكن أن يكون هناك استقرار دون تسوية سلمية للأزمة.

وأشار السيسي إلى أن المبادرة ليبية- ليبية، وتؤكد على احترام كل المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا لافتا إلى أهمية مخرجات قمة برلين بشأن الحل السياسي فيها، وأعرب عن قلقه من التدخلات الخارجية غير المشروعة في شؤون ليبيا وإصرار بعض الأطراف على الحل العسكري للأزمة فيها.

من جهته أكد حفتر مواصلة الحرب ضد الإرهاب حتى تحرير كامل التراب الليبي من الغزاة والمستعمرين الأتراك ومرتزقتهم، داعياً مصر إلى بذل جهود أكثر فعالية وعاجلة لإلزام تركيا بالتوقف التام عن نقل الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، مشيراً إلى أن خطر وجود الإرهابيين لا يقتصر على ليبيا فقط بل على المنطقة، وأوضح أن التدخل التركي السافر في ليبيا يزيد من تفاقم الأزمة فيها وإطالة أمدها، مبيناً أن النظام التركي يرعى الإرهاب أمام العالم ويقوم بتجنيد وتدريب الآلاف من مرتزقته وإرسالهم إلى الأراضي الليبية، وشدد على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وضرورة القضاء على المجموعات الإرهابية فيها، داعياً إلى الحوار الليبي وبشكل فوري.

وأعلن حفتر تأييده لإقامة حوار مجتمعي شامل يسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً دعمه للمبادرة المصرية.

بدوره أكد صالح أن الجيش الليبي مستمر في محاربة الإرهاب على جميع الأراضي الليبية وأهمية توحيد المؤسسات، مشيراً إلى أنه يجري الآن وضع دستور جديد للبلاد ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأجج التدخل العسكري التركي الصراع بين الفرقاء الليبيين، مقوضاً المساعي الدولية والإقليمية لإرساء الأمن والسلام في ليبيا، فيما يسعى نظام أردوغان لتوسيع نفوذه شمال إفريقيا وتثبيت حكم تنظيم الإخوان الإرهابي في أكثر من منطقة عربية.