دراساتصحيفة البعث

نظام ترامب على وشك الانهيار…

ترجمة: عائدة أسعد 

عن ذا أتلانتيك 6/6/2020

 

انغمس دونالد ترامب خلال فترة رئاسته في غرائزه الاستبدادية، وهو الآن يقابل المصير المشترك للمستبدين الذين ينقلب شعبهم ضدهم، وما تشهده الولايات المتحدة من أحداث يذكّر بفوضى عام 1968 التي قسمت البلاد أكثر وأكثر، ويشبه الحركات اللاعنفية التي اكتسبت دعماً اجتماعياً واسعاً في أماكن مثل صربيا، وأوكرانيا، وجرفت حكامها.

على الرغم من أن وقت ترامب في منصبه سينتهي بالانتخاب وليس بالإطاحة به، من الممكن فهم حجم ما نراه، ورسم خريطة لما سيأتي بعد ذلك من خلال النظر إلى هذه السوابق من الخارج، وكما هو الحال في العديد من تلك الثورات، يتم خوض معركتين في أمريكا: الأولى صراع طويل ضد أيديولوجية وحشية وقمعية، والثانية قتال أضيق حول مصير زعيم معين، فالرئيس الذي صعد إلى السلطة بإشعال التوترات العرقية يجد مصيره متورطاً في النضال ضد وحشية الشرطة والعنصرية.

من المثير للدهشة كيف تعاقبت الأحداث في الولايات المتحدة على الرغم من جميع العيوب الواضحة من هذا التاريخ، وذلك ما يمكن ملاحظته في صور الحشود المتتالية، وكيف أدى قمع ترامب العنيف للاحتجاجات في ساحة لافاييت إلى تضخم صفوفهم، ومن الممكن أن نرى كيف بدأت النخب في غضون أيام قليلة فقط في حجب التعاون، بدءاً من الدوائر الخارجية للقوة، وتحولت سريعاً إلى الداخل.

كان قرار “تويتر” وصف منشورات ترامب بأنها مضللة لحظة مفصلية، فالشركة التي زودت الرئيس لسنوات بمنصة للدعاية، وآلية للثأر من أعدائه، والتي أزعجت النقاد منذ فترة طويلة خارج “تويتر”، والموظفين داخلها، أخيراً حدّت من قدرة المستخدمين على رؤية أو مشاركة تغريدة له للتهديد بالعنف ضد الاحتجاجات.

وبمجرد أن قام “تويتر” بتطبيق قواعده على ترامب، شكّل القرار الذي حصل على الجوائز سابقة عن غير قصد، خاصة بعد أن وقفت الشركة ضد البلطجي، وأظهرت أنه لا يوجد سعر يُدفع مقابل الاختيار، وسرعان ما حسبت مجموعة كبيرة من شركات S&P 500 أنه من الأفضل التضامن مع الاحتجاجات.

لقد تم تحريك فكرة عدم التعاون، وكانت الحكومات المحلية هي الطبقة التالية من النخبة لتحبط أوامر ترامب، فبعد أن أصر الرئيس على أن المحافظين يسيطرون على الشوارع نيابة عنه، رفضوا بشدة تصعيد ردهم، حتى إن نيويورك وفيرجينيا رفضتا طلباً فيدرالياً بإرسال قوات الحرس الوطني إلى واشنطن، كما رفضت النخب السياسية قرار ترامب، ما يعني أنه عندما توقف القوات المسلحة التعاون يكون الديكتاتور قد انتهى، فقد رفض وزير دفاع الرئيس نفسه تهديد ترامب بنشر ضباط عسكريين في الخدمة الفعلية في الشوارع الأمريكية، وتلك من بين الحالات الأكثر لفتاً للانتباه لمسؤول يخالف رئيساً في العقود الأخيرة.

وإلى حد ما بدأت دائرة الهجر بالفعل، فقد حفز جيم ماتيس رئيسه القديم على حث رئيس هيئة موظفي ترامب السابق جون كيلي، والسيناتور ليزا موركوفسكي من ألاسكا على تكرار إدانة الرئيس.

حتى لو أخفقت الاحتجاجات، وانتهى موكب الاستنكار، من الجدير التوقف عن التعجب في الوقت الحالي، فعلى الرغم من الانقسامات في البلاد، توحدت غالبية المواطنين حول الاستياء المشترك من الرئيس، على الأقل للحظة، كما انحرفت قطاعات المجتمع التي تتجنب السياسة عن تحفظها في عصر مظلم عندما بدا أنه يتجاوز القدرات الأخلاقية للأمة، وذلك هو الحشد لإرادة العصيان.