رياضةصحيفة البعث

تنظيم عمل اللجان الفنية أكبر مشكلات اتحاد الجمباز

تعوّل كوادر الجمباز ومحبو هذه الرياضة الجميلة كثيراً على الاتحاد الجديد، الذي لم يكد يتخذ القرار الجريء بإعادة ترتيب بيته الداخلي من الصفر نتيجة الترهل الكبير والمتراكم خلال السنوات العشر الماضية، حتى اصطدم بأول عائق لا حول له فيه ولا قوة، وهو الإجراءات الاحترازية تخوفاً من انتشار فيروس كورونا، فتوقف النشاط الرياضي من منتصف شهر آذار ولم يتخذ بعد قرار إعادة النشاط رغم فتح الاتحادات لأبوابها، وهذا رتب عبئاً إضافياً على اتحاد اللعبة الذي يحتاج أكثر من غيره إلى المتابعة والمثابرة، خاصةً أن العمر التنافسي للاعب قصير وعليه أي توقف أو تأخير قد يضيع مجهود سنوات لجيل كامل.

صحيح أن الاتحاد دعا اللاعبين المميزين في كافة الأعمار للخضوع إلى معسكر تدريبي يبدأ في الخامس عشر من الشهر القادم، ولكن هذه الخطوة لا تكفي إن كانت اللجان الفنية في المحافظات لا تقوم بواجباتها وعين الاتحاد تراقبها فقط بانتظار الفرصة للمحاسبة، أشهر كان يجب أن تستغلّ لفتح دفاتر الحسابات ووضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، فرائحة الفساد لهذه اللجان فاحت خارج أروقة الاتحاد حتى بلغت الشكاوى ما بلغت، فاشتراكات غير مشروعة تؤخذ من اللاعبين من قبل لجان المحافظات والمخجل أن هذه اللجان لا تقوم بصرف ليرة واحدة لتجديد أو تحسين صالاتها، وإنما تكتفي بالشكوى للمكتب التنفيذي والمطالبة بالمزيد من الأموال دون مبرر، وطبعاً الحديث لا يشمل كلّ اللجان والمقصودون يعرفون أنفسهم وسنقوم لاحقاً بالحديث عنهم بشكل أكثر تفصيلاً.

وللأمانة وضع اتحاد الجمباز خطة مدروسة جيداً لضبط هذه المخالفات، ولكن هذا لن ينجح إذا ما ترافق برقابة دقيقة تترصد أي محاولة لاستغلال المناصب وتضييع فرص إعداد مواهب تذخر بها البلاد، لأن مثل تلك التصرفات المسيئة لقدية الرياضة لابدّ ستنعكس على الإقبال على أجمل الرياضات.

على العموم من غير المنصف الحكم على الاتحاد منذ الآن، ولكن إذا لم نلمس خطوات جادة وحازمة تظهر آثارها قبل نهاية العام الجاري، سيضع الاتحاد نفسه في موقف حرج، فمشكلات لجانه الفرعية أكثر من أن تذكر فجميعنا نذكر فضائح الأجهزة في صالتي طرطوس واللاذقية.

سامر الخيّر