محليات

1218 حريقا حراجياً وزراعياً التهمت آلاف الدونمات في 6 أشهر!

دمشق – محسن عبود

تستمر مديرية الحراج في وزارة الزراعة بمتابعة أعمالها الفنية من رعاية الغراس الحراجية المزروعة في المواقع الحراجية وتأمين الخدمة اللازمة من سقاية – تعشيب، وتركز أعمالها في مواقع التحريج الاصطناعي المحروقة التي يتم تأهيلها من إزالة الأخشاب والأحطاب المحروقة بواسطة فرق التربية والتنمية التابعة لدوائر الحراج في المحافظات.

وأكد الدكتور حسن فارس مدير الحراج في وزارة الزراعة أنه من أولويات اهتمام وزارة الزراعة إعادة تأهيل هذه المواقع المحروقة لإعادة إعمار هذه الغابات من خلال اختيار الأنواع الحراجية الملائمة للظروف البيئية والتابعة للمنطقة والتركيز على الأنواع المتعددة الفوائد وأهمها (الغار – السماق – البطم – الخرنوب – الصنوبر الثمري..)، مع مراعاة الأنواع المحلية النامية طبيعياً في الموقع لإتاحة الفرصة لها بتجديد نفسها من خلال البذور أو الأخلاف.

ولفت فارس إلى مخاطر الحرائق التي تحدث في الغابات والمواقع الحراجية والأراضي الزراعية، مبيناً أن الحرائق تحدث في سورية ودول أخرى بظروف مشتركة طبيعياً أو نتيجة نشاط بشري، ولكن أغلب الحرائق التي تحدث في منطقة البحر الأبيض المتوسط – وسورية من ضمنها – تكون ناتجة عن النشاط البشري، مشيراً إلى أن هذا النشاط البشري الذي يسبب هذه الحرائق ناتج عن الإهمال أو حريق مفتعل لغاية يحققها المعتدي.

وكشف فارس أن عدد الحرائق التي حدثت خلال النصف الأول من هذا العام بلغت حتى تاريخه 138 حريقا حراجيا و1080 حريقا زراعيا شاركت في إخماده فرق حماية الغابات (فرق إطفاء الغابات) في وزارة الزراعة، وكان أغلب هذه الحرائق في منطقة الغاب بحماة 220 حريقا، حلب 210 حرائق، اللاذقية 197 حريقا بمساحات متفاوتة من خمسة أمتار إلى مئات الدونمات، إضافة إلى عشرات الحرائق التي افتعلتها القوات الأجنبية – الأمريكية – تركية ومن يتعامل معهم  في المنطقة الشرقية من سورية والتهمت آلاف الهكتارات من المزروعات وخاصة مادتي القمح والشعير بهدف محاربة المواطن في لقمة عيشه.

وبين فارس أنه رداً على هذه الاعتداءات على الموارد الطبيعية والزراعية السورية سارعت وزارة الزراعة وعدد كبير من المواطنين المتطوعين ضمن جمعيات وحملات تطوعية لإعادة التحريج والتشجير في المواقع الحراجية المحروقة بالتنسيق مع مديرية الحراج بهدف إعادة الغطاء الأخضر للمساحات المذكورة، وهذا يدل على تعاون المواطنين أصحاب الغيرة على المصلحة الوطنية وحماية ثروات البلد وإلى تعويض الخسائر من خلال الإسراع بتحريج المواقع الحراجية المحروقة، إضافة إلى زرع مساحات جديدة ومستصلحة بهدف زيادة المساحة الخضراء وإعادة الغطاء النباتي وتحقيق الهدف البيئي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تشغيل الأيدي العاملة في المناطق الحراجية وكافة السكان المحليين القاطنين داخل وعلى أطراف الغابات – حيث بلغت خطة التحريج لموسم 2019 – 2020 مساحة 3150 هكتارا.

وخطة المشاتل الحراجية لعام 2019 – 2020 قرابة 6 مليون غرسة، وكانت نسبة التنفيذ 100%، وحفاظاً على الغابات سارعت مديرية الحراج لشق الطرق التخديمية للمواقع الحراجية بلغ طولها أكثر 110 كم، وأيضاً شق الطرق الحراجية بالغابات الطبيعية أكثر من 64 كم لعام 2019، والمخطط لهذا العام 64/كم أيضاً، كما عملت المديرية على تعزيل وترميم الطرق بمسافة 3828 كم، لهذا العام وذلك استكمالاً لخطة الترميم والتعزيل لعام 2019 والتي بلغت 3471 كم.

وتعمل مديرية الحراج – حسب ما أكده الدكتور فارس – على مناقشة خطة التحريج والمشاتل وشق وترميم الطرق مع الدوائر في المحافظات بما يحقق الهدف والغاية التي تعمل لأجله مديرية الحراج وهي الديمومة والاستمرارية للغابات والحفاظ على المنتجات الخشبية والورقية والزهرية، إضافة إلى الفوائد البيئية، وبالتالي المساهمة في دعم الخزينة العامة للدولة من خلال الاستثمار الأمثل لموارد الغابات.