دراساتصحيفة البعث

هل يمكن أن نسمّي ترامب بـ “القاتل” ؟

ترجمة: هناء شروف

عن نيويورك تايمز 25/6/2020

 

ارتكب ترامب ذنباً لا يغتفر في إهمال معالجته للفيروس التاجي، حيث لاتزال جائحة كورونا مستعرة في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت الإصابات في أكثر من 20 ولاية، وتوفي أكثر من 120 ألف مواطن بسبب الفيروس، يوجد في أمريكا ربع الحالات الموجودة في العالم، على الرغم من أن تعداد سكانها لا يشكّل سوى 4 في المئة من سكان الكرة الأرضية.

الأمور سيئة للغاية لدرجة أن الاتحاد الأوروبي الذي شهد خفضاً في معدلات الإصابة يفكر في حظر المواطنين الأمريكيين عندما يعيد فتح حدوده، لأن الوضع خطير للغاية، وما كان ليصل لهذه الدرجة لو لم يتجاهل الرئيس ترامب عمداً واجبه في حماية المواطنين الأمريكيين.

منذ البداية، استغل ترامب كل فرصة للتقليل من أهمية الفيروس، ففي شباط الماضي قال: “يبدو أنه بحلول شهر نيسان، كما نعلم، من الناحية النظرية، عندما ترتفع درجات الحرارة قليلاً، فإنه يزول بأعجوبة”، حسناً، نحن الآن في حزيران، في الصيف، درجات الحرارة ليست دافئة فقط، إنها حارة، وتتزايد الحالات في الولايات الأكثر حرارة، تلك الموجودة في الجنوب والجنوب الغربي.

لطالما كان ترامب رافضاً للاختبارات، مدعياً زوراً أن الزيادة في الاختبار مرتبطة بطريقة أو بأخرى بزيادة في الحالات، ولكن في الواقع، كلما اختبرت أكثر، زادت قدرتك على التحكم في الفيروس عن طريق تحديد المصابين وعزلهم وعلاجهم، وبالتالي تقليل انتشار الفيروس، الاختبار هو كيفية تقليل حالاتك، كما أنه ينقذ الأرواح، لكن ترامب يعتقد أن الكشف عن المدى الحقيقي لوجود الفيروس في هذا البلد سيجعله يبدو سيئاً، لذلك يمرض ويموت المزيد من الناس.

قال ترامب في أيار الفائت: “عندما تقوم باختبارات كثيرة سوف تجد المزيد من الأشخاص، ستجد حالات أقول لشعبي، “أبطئوا الاختبار، من فضلكم، إنهم يختبرون ويختبرون، حصلنا على اختبارات للأشخاص الذين لا يعرفون ما يجري”.

ما يقوله ترامب حقاً هنا هو: دع الناس يمرضون دون مراقبة مناسبة، دعهم يتألمون بعيداً عن الأنظار، البعض سيموت، ولكن ماذا في ذلك، إن الأمريكيين الضعفاء هم أضرار جانبية، ترامب سمح للفيروس بالانتشار.

وقف ترامب في غرفة الإحاطة في البيت الأبيض واقترح أن حقن المطهر في الجسم يمكن أن يشفي الفيروس، دفع ترامب باستخدام هيدروكسي كلوروكين دون دعم علمي كاف لمنع انتقال الفيروس أو لعلاج العدوى، حتى قال إنه أخذ منه بنفسه، ثم وجد الباحثون أن المرضى الذين أخذوا الدواء كانوا أكثر عرضة للوفاة.

خلال ذروة الأزمة، عانت بعض الولايات من نقص في أجهزة التنفس الصناعي لعلاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة، ادعى ترامب أن إدارة أوباما لم تترك أي مخزون وطني، وأن هناك “خزائن فارغة”، في الحقيقة، أكدت إدارته الخاصة قبل بضعة أيام أن هناك الكثير من أجهزة التهوية متاحة للاستخدام منذ تولي ترامب منصبه، لكنه هو من يعيق توزيعها، في الوقت التي كانت الولايات تتدافع على أجهزة التهوية لإبقاء الناس على قيد الحياة.

كل هذا لا يعتبر شيئاً أمام تأخره في استخدام قانون الإنتاج الدفاعي لتوصيل الإمدادات إلى الولايات بسرعة أكبر، ناهيك عن ضغط ترامب على الولايات لإعادة فتحها اقتصادياً حتى قبل أن تلبي إرشادات الإدارة الخاصة بإعادة الفتح، الآن، العديد من الولايات التي أعيد فتحها بسرعة، ولا شك جزئياً لإرضاء الرئيس، هي نفسها التي ترتفع فيها الحالات ويموت عدد من الناس أكثر من اللازم، حتى إنه سخر من ارتداء الأقنعة التي يقول الخبراء إنها طريقة مثبتة للحد من انتقال الفيروس.

وضع ترامب عن عمد وبغطرسة المزيد من الأمريكيين في خطر الإصابة بالمرض والموت، فكيف لا نعتبر ترامب قاتلاً للمواطنين الأمريكيين بالإهمال والجهل وعدم الكفاءة؟!.