الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

غزوان الزركلي يواصل إبداعه في زمن الكورونا

شاءت الأقدار أن يسافر د. غزوان الزركلي في منتصف شهر شباط إلى ألمانيا ضمن زياراته التعليمية والموسيقية الدورية إلى ألمانيا كونه يدير مدرسة باسمه في مدينة فايمار الألمانية، إلا أن الحظر العالمي بسبب جائحة كورونا حال دون عودته إلى أرض الوطن وإلى طلابه في المعهد العالي للموسيقا، ومازال موجوداً في ألمانيا.

وقد تواصلت “البعث” مع د. زركلي وتحدث عن فترة الحجر الصحي التي كانت ومازالت فترة صعبة جداً، وأن الملاذ الوحيد هو الحفاظ على النشاط الفني للإبقاء على إيقاع العمل والإنتاج، في الوقت الذي يميل فيه الإنسان إلى التشاؤم والإحساس بالاكتئاب، وأضاف: لقد تمكنتُ من التحضير لحفل العزف المنفرد الذي سيقام في دار الأوبرا في نهاية العام لمناسبة إحياء الذكرى المئتين والخمسين لولادة بيتهوفن، التي بدأ الاحتفال بها في كل دول العالم قبل كورونا، وقد قدمت في دار الأوبرا أمسية عزف منفرد وشاركت مع الفرقة الوطنية السيمفونية. وبعيداً عن بيتهوفن، على صعيد التأليف والتلحين اخترتُ أغنيتين (غناء وبيانو): الأولى من أبيات العباس بن الأحنف (يا غريب الدار عن وطنه/ مفرداً يبكي على شجنه)، والثانية من قصيدة خير الدين الزركلي (حولي وفي قلبي وفي سمعي وفي/ بصري نجم يضيء شعاعه سُبُلي)،

ويفكر د. زركلي بترجمة كتاب عن فن الجاز إلى أن أعود إلى سورية قبل بدء العام الدراسي القادم. ويرى د. الزركلي أن النشاط الفني يرفع مزاج الإنسان ويقوي مناعته ضد الأمراض، ويعمل على تخفيف الضغط الهائل الذي يعيشه الناس في أصقاع الأرض المختلفة ضمن هذا الإطار المغلق بسبب الخوف من المرض القاتل وازدياد وطأة الهموم المادية والمعنوية. وأكد على دور الثقافة بأنواعها في توثيق حالة كورونا، وما بعدها، إذ فقد الإنسان جزءاً كبيراً من إنسانيته جراء الضغط المادي وسيطرة السلاح الفتاك، السلاح البيولوجي بعيداً عن دوره في انتشار وباء كورونا من عدمه، فيشعر بأنه رقم غير قادر على الفعل.

ملده شويكاني