دراساتصحيفة البعث

من سيهزم الفيروس في نهاية المطاف؟!

ترجمة: عناية ناصر

عن غلوبال تايمز 28/6/2020

تجاوز عدد حالات الإصابة بـ COVID-19 المؤكدة والتي سجلت حتى الآن الـ 10 ملايين حالة في جميع أنحاء العالم. قد يكون هذا غيضا من فيض الإصابات الفعلية، فقد قدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الحالات في الولايات المتحدة قد تكون أعلى بعشر مرات من المسجلة رسمياً. ويمكن أن نستنتج من هذا الرقم، أن يكون العدد الفعلي للأشخاص المصابين بهذا المرض حوالي 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

قد تكون الصين الدولة الأقوى على تتبع والتخلص من حالات COVID-19 بعد أن سيطرت على الموجة الأولى من الوباء. يتفق جميع الصينيين على ضرورة مواجهة موجات التفشي هذه  وخفض عدد الإصابات المحلية الجديدة إلى الصفر. في الطرف المقابل، تقوم معظم البلدان بسبب قدرتها الفعلية على التعبئة، بفرض تدابير الحجر الاجتماعي وتشددها عندما يكون الوضع الوبائي متوتراً، وتعيد تشغيل الاقتصاد عندما يخف الوضع. لقد عملت التدابير الصينية على حماية حياة الناس بشكل فعال، ولكن الصين دفعت بالمقابل ثمناً اقتصادياً باهظاً. ومع تحول معركة COVID-19 إلى روتين، تواجه جميع البلدان مهمة السيطرة على الوباء والانتعاش الاقتصادي.

لقد كان أداء الصين أفضل بكثير من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. فبعد أن فشلت الولايات المتحدة في المراحل الأولى من معركة  COVID-19، تخلت تقريباً عن مهمة العمل الإنساني وسمحت للفيروس بحصد حياة أكثر من 125000 أمريكي.
التعافي الاقتصادي أمر ملح لسبل عيش الناس، وهو يؤثر على بناء القوة على المدى الطويل لجميع البلدان، ومع ذلك لم تتوقف المنافسة العالمية بين الدول خلال الوباء، لذا فإن البلدان الأقل تأثراً من حيث اقتصادها سيكون لها ميزة نسبية.

خفضت الصين عدد حالات COVID-19 إلى الصفر عدة مرات، ولكن تكاليف ذلك كانت باهظة. بينما تعتبر الولايات المتحدة الانتعاش الاقتصادي محور السياسة الاجتماعية، ولكن الانتشار الخطير للمرض أضر بالاقتصاد.  والسؤال أي بلد ستكون خسائره أقل؟ إذا حكمنا من خلال البيانات الاقتصادية للربع الأول للصين والولايات المتحدة وتقدير بيانات الربعين الثاني والثالث، من المرجح أن يكون التراجع الاقتصادي في الولايات المتحدة أعلى من الصين، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً أطول لاستخلاص نتيجة نهائية.

لدى الصين القدرة على السيطرة على تفشي COVID-19، وهذا أمر في مصلحة الجميع. أما في الولايات المتحدة وأوروبا فهناك اتجاه جديد يقبل المزيد من وفيات COVID-19، لأن المجتمعات الأمريكية والأوروبية غير مبالية بشكل جماعي بالعواقب الوخيمة للوباء. إن ميزتهم في امتلاك القوة الناعمة ستنشر مثل هذا الاتجاه إلى العالم وتؤثر على موقف العالم من الوباء في المستقبل.

بمجرد تشكيل مثل هذا الوضع، قد تتغير العلاقة بين مختلف استراتيجيات الوقاية والسيطرة التي تتبناها الصين والغرب والقدرة التنافسية الوطنية. كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع الصين؟ ما هي التحديات الجديدة التي سيواجهها الانفتاح الصيني؟ من الصعب التنبؤ بذلك اليوم. وللحفاظ على مزاياها، يجب على الصين أن تلتزم بالوقاية من الأوبئة ومكافحتها وتعزيز الحيوية الاقتصادية. وبالمقابل يتعين على الصين الحد من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مكافحة الوباء وجعل عملها لمكافحة الفيروسات أكثر دقة. ويتعين عليها أيضاً التأكد من أن معدل الانتعاش الاقتصادي أعلى من الدول الكبرى الأخرى مثل الولايات المتحدة. ويجب على الصين أن تعتبر هذا هدفاً هاماً مثل القضاء على الإصابات الجديدة.

تحتاج الصين أيضاً إلى تسريع البحث والتطوير وتطبيق اللقاح أكثر من أي دولة أخرى، ووجود عدد أقل من الإصابات الآن في المجتمع الصيني يعني أن اللقاح أكثر أهمية بالنسبة للعالم. من الناحية النفسية، لدى الصينيين قدر أقل من التسامح تجاه المرض من الأمريكيين والأوروبيين.

لقد فازت الصين بالمعركة الأولى ضد الوباء، وهذا أمر يستحق الفخر، ولكن للحفاظ على الانتصارات، يجب أيضاً النظر إلى ما يجري في العالم. إنها معركة عالمية، وسيؤثر الوضع في ساحات المعارك الأخرى على ساحة المعركة الصينية.