محليات

ليتهم صمتوا!!

لينا عدرة

لم نعتد على أن يكون مسؤولونا على تماس مباشر مع المواطن يطلعون على مشاكله، ولطالما كان الكثيرون منهم بعيدين عن الضوء، مُقلين في ظهورهم الإعلامي، ما يجعل أغلبهم بعيدين عن الواقع، فالمواطن، وخاصة خلال سنوات الحرب، كان – وما زال – بحاجة ماسة إلى أن يطلع على حيثيات وتفاصيل عمل وزارة ما، أو مديرية ما، خاصة ما يتعلق منها بلقمة عيشه!

ولكن ما إن ينطلق لسان مسؤولينا حتى نرى ونسمع تصريحات تبعث على المفاجأة، لا بل وتصيب بالذهول لما تحمله من استفزاز وإثارة لمشاعر الغضب، على عكس ما هو مفترض منها!

وإذا استعرضنا الأشد غرابة وبعداً عن الواقع من بين هذه التصريحات، فسوف يكون ما أدلى به وزير التربية السابق عندما قال: إن “من لا يعجبه راتبه فليترك عمله!”، وذلك في رد منه على مدرّسين ومدرّسات كانوا يشرحون له – آنذاك – معاناتهم، ومعاناتهن، في ظل بعد المسافات وصعوبات التنقل وسط ظروف أمنية سيئة جداً!

أيضاً، هناك تصريح لا يقل غرابة كالذي أدلى به وزير حالي حين قال: “لا يوجد أحد جائع في سورية، وأنا أحياناً أنسى أن أتناول طعامي”، وهو تصريح لمسؤول يعرف تماماً القدرة الشرائية لمواطن لا يكفيه راتبه أكثر من خمسة أيام، هذا طبعاً قبل أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم من تدهور في قيمة الليرة!

أما التصريح الأكثر استهزاء واستخفافاً بعقل المواطن فهو ما أدلى به زميل له في الحكومة عندما قال: “أنا كوزير أعاني عندما أشتري الخبز على البطاقة الذكية، وزملائي الوزراء أيضاً يعانون!”، لا بل إوزاد الطين بلة عندما استطرد بأن معاناتهم “تفوق معاناة المواطنين”، لتنهال عليه التعليقات الرافضة والمستنكرة صدور هكذا كلام من وزير يعرفون حق المعرفة – المواطنون – كيف يعيش من هم في منصبه في بلادنا!

هناك الكثير الكثير من التصريحات المضحكة وغير المسؤولة التي من المعيب أن تصدر عن مسؤولين يفترض أن يكون همهم الأول والأوحد تحسين الحياة المعيشية للمواطن، وكما يقول المثل الشائع: “إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!”.