الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الكنائس الإنجيلية في سورية ولبنان وأمريكا ترفض “قانون قيصر”

وجّه السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان وعدد من الكنائس الإنجيلية الأمريكية، أمس الأربعاء، رسالة مشتركة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، طالبوا فيها بإعادة النظر فيما يسمى بـ “قانون قيصر” الجائر بحق الشعب السوري، وعبّرت الرسالة عن القلق العميق لتأثير الإجراءات الأمريكية الأحادية الجانب على حياة السوريين من كل جوانبها اليومية الغذائية والصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها وكذلك للتأثير المزعزع للعقوبات على الاستقرار في سورية والمنطقة، داعية مختلف الكنائس الانجيلية في الغرب إلى التضامن مع الشعب السوري.

وأشارت إلى أن العقوبات الأمريكية ستؤثر على مسالة إعادة الإعمار في سورية وتعيق توفير الخدمات الأساسية للمدنيين وانعاش الاقتصادي السوري كما سيجعل الأمر أكثر صعوبة على السوريين الذين يرغبون في العودة إلى وطنهم.

وأكد السينودس أن العقوبات الأمريكية بحق الشعب السوري، وآخرها “قانون قيصر” طالت معيشة السوريين ومستقبلهم وحياتهم اليومية، وقال في بيان: إن “قانون قيصر” يأتي لفرض مزيد من الحصار على سورية، وليذكّر بالإمبراطوريات الغابرة وسياسة الأرض المحروقة التي مارستها على الشعوب المستضعفة، وأضاف: إنه في الوقت الذي قدم فيه الشعب السوري تضحيات كبيرة خلال سنوات الحرب للانتصار على الإرهاب قررت الإدارة الأمريكية معاقبته بمزيد من الحصار الذي يطال قوت يومه وصحته ومستقبل أطفاله.

وشدد السينودس على أن حل الأزمة في سورية سياسي يقوده السوريون بأنفسهم ويحافظ على استقلال سورية ووحدة أراضيها واستمرارية مؤسساتها الحكومية وضمان وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، موضحاً أن العقوبات الأمريكية الجديدة دفعت بالأزمة إلى مزيد من التعقيد من خلال تجويع الشعب السوري وتعطيل إعادة الإعمار.

تعزيز التعاون بين دول المنطقة لمواجهة تداعيات “قيصر”

وفي دمشق، دعا أعضاء الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة لمواجهة تداعيات ما يسمى “قانون قيصر”، الذي يستهدف الشعب السوري والدول الصديقة له، في محاولة لزعزعة استقرار سورية وفرض شروط استسلامية عليها للتخلي عن مبادئها ومواقفها الثابتة، وأشاروا، خلال اجتماع للرابطة عقد أمس الأربعاء بفندق إيبلا الشام، إلى أن الإدارة الأمريكية والقوى الغربية المعادية تعمل على تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة من أجل تحقيق مصالحها، وذلك من خلال استراتيجية الخنق الاقتصادي لدول المقاومة.

وأكد أعضاء الرابطة أن سورية تمتلك من الإمكانات ما يجعلها قادرة على مواجهة الضغوط الخارجية والإجراءات القسرية احادية الجانب، لافتين في الوقت ذاته إلى دور الإعلام في مواجهة الحرب النفسية المترافقة مع هذه الإجراءات التعسفية الجائرة.

وناقش المشاركون خلال الاجتماع تداعيات ما يسمى “قانون قيصر” على المنطقة وكيفية مواجهته سياسياً وقانونياً واقتصادياً وإعلامياً مع تأكيد تضامن ممثلي الرابطة في مختلف الدول مع سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، في مواجهة كل التحديات.

يذكر أن الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين منظمة دولية مستقلة غير حكومية مقرها الرئيس في بيروت ولها ممثليات في العديد من الدول وتهدف إلى متابعة القضايا التي تهم الأمة العربية ومواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

وفي عمان، أكد الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي سميح خريس أن “قانون قيصر” يستهدف النيل من سورية بسبب مواقفها تجاه قضايا المنطقة ولا سيما القضية الفلسطينية، وأوضح أن الإدارة الأمريكية لجأت إلى ما يسمى بـ “قانون قيصر” بعد فشلها في تحقيق مخططاتها تجاه سورية الأمر الذي جعلها تمارس إرهابها اليوم على الشعب السوري مباشرة عبر فرضها الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تطاله في لقمة عيشه ودوائه، ولفت إلى أن واشنطن تمارس سياسة فرض الإجراءات القسرية تجاه سورية منذ قبل بدء الحرب العدوانية عليها عام 2011.

من جانبه، أكد الباحث السياسي الأردني ضرغام هلسا أن الهدف مما يسمى “قانون قيصر” محاولة محاصرة سورية في إطار المخططات الصهيوأمريكية ضدها ومصيره الفشل، وبيّن أن نتائج صمود محور المقاومة ستكون لمصلحة المشروع النهضوي القومي.

وفي القاهرة، أكد المفكر والقيادي الناصري المصري فاروق العشري أن ما يسمى “قانون قيصر” مصيره الفشل كما فشلت الإجراءات الأحادية القسرية السابقة المفروضة على سورية، وأضاف: إن سورية كانت على إدراك تام بكل جوانب المؤامرة فتماسكت وانتصرت على كل ادوات الاستعمار الحديث، موضحاً أن واشنطن تحركت لفرض المزيد من الإجراءات القسرية تحت مسميات مختلفة إلى أن وصل الأمر لما يسمى “قانون قيصر” الذي يستهدف وضع الشعب السوري تحت المعاناة الاقتصادية ومحاصرة مؤسسات الدولة للحيلولة دون استمرار الانتصارات وإعادة الإعمار، وطالب جميع القوى التقدمية في العالم بالتكاتف مع الدولة السورية والتصدي للغطرسة الأمريكية.