تحقيقات

عمل الأم.. مساهمة في اقتصاد الأسرة وإنتاجية داعمة للنجاح العائلي

العمل وظيفة اجتماعية بالنسبة للمرأة، فهي الزوجة والأم والعاملة في البيت وخارج المنزل والتحول الاجتماعي العالمي يقتضي من الجميع، خاصة المرأة مداومة الاطلاع والممارسة لاكتساب الخبرات الجديدة وإلا تخّلف الفرد، وبالتالي المجتمع عن ركب الحضارة التي تتطور بسرعة مذهلة. إن الذين يقولون إن خروج المرأة للعمل له تأثيرات سلبية على الأطفال يمكن الرد عليهم بالقول: إن سلبيات خروج المرأة للعمل على أطفالها ليست أكثر من سلبيات أم غير متعلمة منقطعة عن تأثير مجريات الحياة في مجتمعها على أطفالها حتى ولو بقيت بجانبهم طيلة الوقت. وإذا وازنا بين أطفال أم غير عاملة تمضي وقتها في النوم أو الأسواق أو الاتكال على الخدم لتربية أطفالها، وأم عاملة، فإننا نجد النتيجة لصالح الأم العاملة المتعلمة الساهرة على أداء واجبها كأم لأنها واعية لمسؤوليتها حريصة على أدائها فالأطفال هم عدة المستقبل، ورعايتهم وتربيتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة وتعليمهم تعليماً جيداً وإشباع احتياجاتهم الفسيولوجية والعقلية والوجدانية وتدريبهم التدريب الصحيح وحل مشكلاتهم وتوفير البيئة الصالحة لهم، تضمن اكتمال نموهم وتفتح مواهبهم وتكوين جيل صالح يستطيع مواجهة التطورات والتغيرات، بل يجب أن يشاركوا في صنعها.

أمنية طفولية
الأم المتعلمة العاملة هي الأقدر على تنشئة أطفالها التنشئة العلمية الصحيحة فما يميز أفراد الأسرة المستقرة أنهم يتجادلون ويختلفون، ولكنهم يعرفون كيف يكونون إيجابيين يساندون بعضهم البعض، ويتقاسمون المسؤوليات. وتناولت دراسة سؤال الأطفال عن شعورهم تجاه أمهاتهم وأبائهم الذين خرجوا للعمل وكانت النتائج مهمة ومفاجئة فقد أظهرت مايلي: طلب المزيد من الوقت لايتصدر قائمة أمنيات الأطفال تجاه أهاليهم العاملين. فقد سئل الأطفال، أنه لو كانت لديهم أمنية واحدة لتغيير الطريقة التي يؤثر بها عمل والدتهم أو والدهم على حياتهم فما هذه الأمنية ؟ إن معظم الأطفال تمنوا أن تقل نسبة الإجهاد والإرهاق التي يتعرض لها أباؤهم وأمهاتهم في العمل. يعتقد أغلبية الأطفال أنهم يمضون وقتاً كافياً مع أهاليهم العاملين، 67% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8و16 سنة يشعرون أنهم يمضون وقتاً كافيأ مع أمهاتهم.

طبيعة العلاقة
إن طبيعة العلاقة التي تقيمها الأم مع أطفالها هي التي تهم، وليس الوقت سواء كانت امرأة عاملة أم غير عاملة، ولا يبدو أن الأطفال يعترضون على كون أمهم امرأة عاملة فمن بين 265 إجابة خطية من الأطفال على سؤال: (ماذا ترغب في أن تقول لأمك العاملة، جاءت إجابة خمسة أطفال فقط (2%) أبقي في البيت. إن عمل الأم المتعلمة لم يترك أي أثر سلبي على الأطفال، بل إن الدراسة أكدت أيضاً كون الأبناء يعتقدون أن أمهم تبلي بلاء حسناً في تربيتهم، وأن عمل الأم في ظروف مريحه ينعكس إيجابياً على المنزل، والعمل يدفع بالمرأة لطلب العلم لكي تحصل على الوظيفة المناسبة، والعلم يؤّثر في طبيعة الحال في المرأة المتعلمة ويجعلها أقدر على تنشئة أبنائها التنشئة الصحيحة، كما ساعد عمل المرأة في المساهمة الاقتصادية في مصاريف أسرتها، كما ساهم العمل في جعل المرأة تشعر بقيمتها وبثقتها بنفسها وبقدرتها على العطاء والمساهمة في بناء وطنها، بدلاً من أن تلعب دور المتلقي والمستفيد من إنتاج غيرها. فهي تلعب الآن دور المنتج الذي يستفيد الآخرون من إنتاجه، الأمر الذي مكنّها من إعطاء المثل لأبنائها بأن العمل واجب على الجميع وأرسى روح التعاون بين الزوجين في القيام بالمسؤوليات العائلية.
إن مايؤثر على الأطفال ليس عمل الأم، وإنما الفضائيات والثورة التكنولوجية الهائلة التي قد تؤثر في هوية أطفالنا. ومن هنا تبرز أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أبنائنا.
إبراهيم أحمد