محليات

استنهاض الحلول!

حرّك اللقاء الذي جمع بين رئاسة الحكومة وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال نهاية الأسبوع الماضي الكثير من الآمال المجمدة في يوميات الظروف الاستثنائية، وجدد بالطبع العديد من المطالب الدائرة في خانة تحسين الرواتب، وكل متمماتها التي أسقطت من أجندة التنفيذ لأسباب تخص وزارة المالية (عدم توفر الاعتمادات) التي اصطادت خلال السنوات الماضية بهذه الصنارة كل ما تم وضعه في سلّة المطالب العمالية النقابية، سواء القضايا الحياتية “الاقتصادية والمعيشية”، أو الملفات العمالية والإنتاجية المتعلقة بوقائع العمل الإنتاجي في مختلف القطاعات.

طبعاً هذا اللقاء ليس بالجديد سواء لناحية ما تم طرحه من النقابيين، أو لجهة الردود التي لم تختلف شكلاً ولا مضموناً عن سابقاتها من حيث الإغراق في المبررات والإجابات المفتوحة والواعدة بحلول ومعالجات مستقبلية متأرجحة على أرجوحة الظروف “الاستثنائية” التي تحكم العمل الحكومي الذي يستظل اليوم بحالة “الاستنهاض” التي باتت مشجباً لتعليق المسؤوليات على الآخرين في محاولة لاستنبات الحلول خارج المكاتب الوزارية.

إن القراءة المتأنية لما دار وجرى خلال اللقاء تثبت أن تجدد الحوار بين المؤسستين النقابية والتنفيذية فرض عليهما مسؤوليات كبيرة، وعملاً جاداً لتغيير لغة التخاطب، ورفع سقف الحوار تحت مظلة التفاؤل والتعاون لمعالجة جميع المشكلات العالقة في ميادين العمل، بما يخدم الواقع، ويؤمن ممراً آمناً للخروج من الواقع الصعب بالاعتماد على الذات والإمكانيات الموجودة، وتبني العلاقة المباشرة كأسلوب عمل يومي، والحوار بفكر الشركاء، واستعادة ثقة الناس التي أصبح أي أداء بغيابها مهما كان متميزاً خارج حدود النجاح.

ما يدعو إلى التفاؤل، ويريح الأفكار والهواجس العابثة بالثقة، خروج سيناريو الحوار الحكومي النقابي من خانة التقليدية، ومن دائرة الحوار الاستعراضي المستخدم في اللقاءات الجامعة بين الطرفين إلى ميادين الواقعية والاحتكام لمتطلبات المرحلة، وهواجس ورغبات المواطن بكل تسمياته وتصنيفاته، وهذا ما سيكون المعيار الوحيد لإيجابية العلاقة بين الاتحاد العام والجهات المعنية المتمثّلة بالوزارات المختلفة في كل لقاء أو مؤتمر نقابي ومجلس عام.

بالمحصلة وحدها النتائج السريعة على أرض الواقع ستكون قادرة على إخراج الأولويات ومطالب الناس (العمال) الملحّة من متاهة التجيير إلى ساحة العمل والتنفيذ، وهذا اختبار حقيقي لحالة “الاستنهاض”.

بشير فرزان