رياضةصحيفة البعث

بعد الصافرة.. عشوائية سلوية

سبق لنا وأشرنا عدة مرات إلى أن الكثير من القرارات التي تصدر عن اتحاد كرة السلة بعيدة كل البعد عن المنطق والعقلانية، وتشوبها العشوائية والارتجالية، والهدف منها إظهار الاتحاد أنه يعمل بعقلية احترافية.

فالاتحاد يفتقد للدقة في اتخاذ القرارات، والدلائل والمعطيات أكدت هذه المقولة، ويوماً بعد يوم تزداد هذه القناعة لدى كافة الأوساط السلوية التي أبدت امتعاضها من القرارات الأخيرة التي أصدرها الاتحاد الذي عمد إلى طريقة القرعة (طرة ونقش) لتحديد ترتيب الفرق الستة التي تأهلت لدور الثمانية من دوري سلة الرجال، وهذا بحد ذاته بدعة جديدة من البدع التي أتحفنا الاتحاد بها.

القرعة لم تكن منصفة، ما جعل أغلب ممثّلي الأندية تعترض عليها، ولكن لم تلق آذاناً صاغية من أحد، فمن غير المقبول أن الفرق التي لعبت مع بعضها بدوري المجموعات ستعود لتلعب مع بعضها مجدداً في الدور الثاني، وكان الأجدى باتحاد السلة أن يرتب الفرق حسب النقاط وحسب التسجيل، (ما له وعليه)، لكل فريق عندها ستكون كافة الأندية مرتاحة.

الأمر الآخر يتعلق بعقد الثقة، حيث قرر الاتحاد عدم العمل به هذا الموسم، وقد تكون له مبررات كون الظرف استثنائياً (بسبب فيروس كورونا)، ولكن في الوقت نفسه سيتم ظلم الكثير من المواهب الشابة التي ظهرت في الدور التمهيدي، وبحاجة للعب أكثر من المباريات ليتم صقلها.

على العموم يبقى الهم عند اتحاد السلة إقامة بطولاته ومسابقاته المحلية دون التطلع لواقعها المرير الذي تعيشه اللعبة منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الآن، وما حصل في الاجتماع الأخير من اتهامات يجب الوقوف عندها من قبل القيادة الرياضية، وكي لا يزيد الشرخ في جسد سلتنا التي ينهشها سوء التخطيط والإدارة.

 

عماد درويش