محليات

دعم أطفال “الإعاقة الذهنية” للتكيف مع المجتمع وبناء قدراتهم وتطويرها

دمشق – حياه عيسى

بهدف تربية أطفال من ذوي “الإعاقة الذهنية”، ليصبحوا قادرين على التكيف مع مجتمعهم وتأمين خدمة أنفسهم ومساعدتهم في الوصول إلى الاستفادة القصوى من إمكاناتهم وقدراتهم من خلال تدريبهم على مهارات الحياة اليومية والسلوك الاجتماعي، ولتزويدهم ببعض المعارف والعلوم التي يحتاجونها والتي تسمح بها قدراتهم العقلية، إضافة إلى الرعاية الداخلية للأطفال “مجهولي النسب” من ذوي الإعاقة الذهنية وتأمين الرعاية الصحية والنفسية لهم مع كافة الخدمات التي يحتاجونها في حياتهم الداخلية، كان لابد من التوجه نحو تلك الشريحة ومدها بالمزيد من الرعاية والاهتمام على كافة المستويات، سواء النفسية أو الجسدية.

مديرة معهد الإعاقة الذهنية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل سوسن رزق أشارت في حديث لـ “البعث” إلى أنه بناء على توجيهات الوزارة لزيادة الاهتمام بالمعهد ونزلائه تم إخضاعهم لفحص طبي وتعقيم دوري، وذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والصحة لإجراء فحص طبي نفسي عقبي للنزلاء ومعاينتهم وتعديل أدويتهم، وتقييم حالاتهم في مشفى ابن رشد للأمراض النفسية، مع ضرورة استمرار تلك الخطوة بشكل دوري، إضافة إلى أنه سيتم إصدار بطاقة إعاقة للجميع، والتنسيق مع جمعية أصدقاء جايكا لتجهيز ثلاث غرف ورفدها بالمستلزمات والوسائل التعليمية والترفيهية والألعاب والتسلية لتأهيل نزلاء المعهد الموجودين حالياً في قسم الرعاية الداخلية على المعارف والعلوم والمهارات التي تسمح بها قدراتهم، ووفقاً للمنهاج الوطني لمعاهد الإعاقة الذهنية في البلد الذي أعدته الوزارة والجمعيات الأهلية.

وتابعت رزق أنه تم رفد المعهد بالمعالجين الفيزيائيين لإجراء تشخيص لحالة كل نزيل وتقييم إمكانية الحركة، ووضع خطة للعلاج، وذلك من أجل تطوير وتحسين الحركة عند البعض، والحفاظ على الحركة عند البعض الآخر، إضافة إلى أنه تم التواصل مع مؤسسة الأولمبياد السوري الخاص للتنسيق معهم بشأن مشاركة عدد من النزلاء بالأنشطة والفعاليات الرياضية حسب أعمارهم لبناء قدراتهم وإظهار مواهبهم، إضافة إلى إعداد دراسة لافتتاح قسم التعليم النظري الخارجي للطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية من غير مجهولي النسب، بحيث يتم استقبالهم يومياً كنظام مدرسي، كما تتضمن الدراسة بعض النقاط التي تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على حلها للتمكن من فتح القسم آنف الذكر من خلال السعي لتأمين بناء مناسب للمعهد، سواء بإعادته إلى بنائه الأساسي في قدسيا الذي تم نقله منه نتيجة الحرب وهو مناسب مع الإعاقة الذهنية من حيث المساحة والتقسيمات الهندسية للأقسام (الصفوف التعليمية والتربوية وغرف الأنشطة والتسلية والنوم وحدائق الألعاب والبستنة)، أو من خلال تأمين بناء بديل، إضافة إلى رفد المعهد بالعاملين (أخصائي اجتماعي، أخصائي نفسي، أخصائي لغة وكلام)، إضافة إلى التدريب على البرامج المخصصة وتأمين وسائل نقل، بالتزامن مع إجراء صيانة للبنية التحتية في المعهد من قبل منظمة الإسعاف الأولي التي شملت أعمال الصحية، الكهرباء، الأبواب، الزجاج، شبك الحماية، اسبيراتورات، دهان، كما نفذت الوزارة أعمال الصيانة والإصلاح للأسرة، وإعداد دراسة لتأهيل وتنفيذ حديقة ألعاب وتسلية لنزلاء المعهد من خلال منظمة الإسعاف الأولي.

أما بالنسبة للإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا، فقد أكدت رزق أنه التزاماً بتوصيات الفريق المعني بالتصدي لوباء كورونا تم تعقيم ورش البناء بكامل مرفقاته، إضافة للحملات الدورية التي تقوم بها الوزارة من خلال مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق، والهلال الأحمر، ومنظمة الإسعاف الأولي، إضافة إلى محاضرات توعية نفذتها منظمة الإسعاف الأولي وتجهيز غرف حجر وتوزيع سلال نظافة شخصية ومعقم لكافة العاملين بالمعهد، واستخدام الكمامات والكفوف وإيقاف النشاطات والرحلات الخارجية والزيارات تجنباً للازدحام واحتكاك نزلاء المعهد بالأشخاص.

يشار إلى أن الوزارة تقوم بالتعاون مع جمعية جذور وجمعية حفظ النعمة والهلال الأحمر العربي السوري بتأمين كافة احتياجات المعهد ومتطلبات العمل من أثاث وتجهيزات ومواد غذائية ومنظفات وأدوية دائمة وكساء ومواد تنظيف، إضافة لتأمين المشرفات الليليات من قبل جمعية جذور.