رياضةصحيفة البعث

اتحاد كرة المضرب يتجاوز قواعد السلامة العامة والمكتب التنفيذي يتدخل

ألغيت بطولة الجمهورية التصنيفية الأولى في كرة المضرب، والتي كان مقرراً لها أن تبدأ اليوم على ملاعب مدينة الفيحاء ولمدة ثلاثة أيام، والذي كاد أن يكون النشاط الأول للعبة هذا العام بعد فترة التوقف بسبب الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا.

اتحاد اللعبة كان قد أعلن أوائل هذا الشهر معاودة نشاطاته، وهنا مربط الفرس، هل فهم اتحاد التنس معاودة النشاط بشكل خاطئ؟ فجميع الألعاب التي عاودت نشاطاتها كانت في أغلبها دورات صقل وتدريب وإن أُعلن عن نشاط تنافسي كان افتراضياً لا على أرض الواقع، ما يوصلنا إلى التساؤل الثاني والأهم كيف يسمح اتحاد التنس لنفسه بإقامة بطولة للجمهورية دوناً عن غيره؟ وذريعة عدم الاحتكاك تتوفر بأكثر من رياضة أخرى، ومع ذلك لم تبادر اتحاداتها إلى الإعلان عن بطولات للجمهورية، فهل هي وسيلة لإسكات الأصوات التي ترتفع كل موسم صيفي على طريقة تعامل وإدارة الاتحاد للدورات الصيفية وتأجير الملاعب وأولوية التدريب الخاص على كل نشاط، أم إن هناك ما يحدث بالكواليس وهو ما سبب إلغاءها.

ما نعرفه من أسباب مباشرة، غياب التنظيم والتحضير لها، فالكرات على سبيل المثال ليست متوافرة بالعدد المطلوب، وطالبت اللجان الفنية بنقل البطولة إلى اللاذقية بسبب الظروف الأكثر ملاءمة حالياً، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض القاطع من رئيس الاتحاد، مع أن هذا الأمر يدعو للدهشة، فلم نعتد منه حضور منافسات البطولات من قبل وإنما التواجد أثناء التتويج.

وربما جاء إلغاء البطولة من حسن حظ اللاعبين كونهم في أغلبهم من الفئات العمرية الصغيرة، حيث جرت العادة عدم لحظهم بكؤوس رمزية، والتي تكون حصراً على البعض وفق “رؤية” لرئيس الاتحاد، ولطالما أكدنا على حساسية التعامل مع الرياضيين في هذه الأعمار في كافة الألعاب، فالبناء الصحيح يرتكز على أساسات وقواعد صلبة، وفي التنس إن شاهدنا طفرة خلال الأعوام القليلة الماضية، فهي تخضع لظرفين، الأول أن يكون اللاعب من عائلة تمارس الكرة الصفراء من جيل على الأقل، أو أن يكون شغوفاً لدرجة تكفل ذويه بكافة مصاريفها الباهظة لتحقيق حلم ولدهم، ورغم إشاراتنا السابقة وأحاديثنا المطولة عما يعيشه التنس السوري إلا أن شيئاً لم يتغير.

ويبقى لنا أن نتمنى أخيراً بأن يلحظ المكتب التنفيذي الجديد رياضة التنس ثالث أكثر الرياضات متابعة حول العالم، ولولا تكاليف أدواتها وغلاء ملاعبها لكنا شهدنا شعبية كبرى لها في بلدنا.

سامر الخيّر