محليات

“سورية تنتخب”

“سورية تنتخب” عنوان عريض تداولته مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها، حمل الكثير من المعاني والدلالات العميقة، من المؤمل أن ينتج بيئة تشريعية جديدة تسهم فعلاً وقولاً في الانتقال إلى واقع أفضل وتحقيق التشاركية الفاعلة مع السلطة التنفيذية لمواجهة مجمل التحديات وتداعيات وآثار الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الجائر على الشعب السوري.

ولعل أكثر ما عززته انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث هو عامل الإرادة والثقة لدى المواطن السوري وإيمانه بوطنه وأرضه، بالرغم من كل الظروف الصعبة والمعاناة المريرة، ما يدل بالمطلق أن سورية لم ولن تنكسر وهي قادرة على النهوض والعطاء والتجدد، وهو ما يفسر حقيقة الإقبال الكبير على الترشح والانتخاب والذي فاق التوقعات، ما أكسب الانتخابات أهمية بالغة واستثنائية، وترك مؤشراً إيجابياً متنامياً ورغبة كبيرة وجامحة بوجوب وضرورة إحداث التغيير المطلوب والمنشود وعلى مختلف الصعد.

الحقيقة الأهم التي أنتجتها الانتخابات التشريعية الحالية هي أنها رسخت قواعد ودعائم الدولة الدستورية القوية، بالإضافة إلى كونها استكمال لمشروع البناء والإعمار، والمفترض أن يأخذ مساراً جديداً ومغايراً عن المرحلة السابقة من خلال تحديث القوانين والتشريعات، وبما يسهم في دفع وتسريع عجلة التطور والنهوض، وهي أولوية ومسؤولية وطنية عليا تقع على عاتق كافة الشركاء في الوطن وتحديداً أعضاء مجلس الشعب المنتخبين للدورة الجديدة، والمطلوب منهم إدراك حساسية ودقة المرحلة الراهنة والمستقبلية وترجمة تطلعات وآمال ناخبيهم ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار، بعيداً عن الامتيازات والبحث عن المكاسب الخاصة.

خلاصة القول: عندما  تنتخب سورية مجلسها التشريعي، فهذا يعني أنها تعافت من الإرهاب وانتصرت عليه وعلى أعدائها، ويعني أيضاً أنها ماضية أكثر من أي وقت مضى بكل ثقة واقتدار نحو مستقبل آمن ومشرق، ما يحتم علينا أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية وأن نكون جمعياً شركاء في عملية البناء والإعمار، وأوفياء لبطولات وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري وللدماء الطاهرة والزكية التي روت تراب الوطن عزة وكرامة.

معن الغادري